بينما كانت الأمة العربية تغرق في ظلام الهزام انبثق بصيص النور الذي أشاع الأمل في الصدور بدحر المستعمر البريطاني عن أرضنا الحبيبة في جنوب الوطن بعد نضال متواصل خاضه شعبنا اليمني على امتداد الأرض اليمنية طيلة نحو أربعة أعوام قدم فيها ابناء هذا البلد قوافل من الشهداء على درب التحرر من ربقة الاستعمار البريطاني، وشاءت الصدف أنه في الوقت الذي تحرر شعبنا من هذا الاستعمار في الثلاثين من نوفمبر 1967م كانت جبهة الصمود في صنعاء تدحر الإماميين بعد حصار استمر سبعين يوماً في محاولة لإجهاض ثورة 26 سبتمبر 1962م وإعادة عقارب التاريخ اليمني المعاصر إلى الوراء غير أن إرادة وصمود شعبنا بكل قواه وفئاته انتصرت لترسيخ الثورة التي ناضل وقدم التضحيات من أجلها ابناء اليمن من مختلف المناطق والفئات. وبذلك تكون الثورة اليمنية «سبتمبر واكتوبر والاستقلال» ثورة تحررية واحدة من أجل الانتفاض على الإمامة والاستعمار ومخلفاتهما وبناء مجتمع متطور وديمقراطي . وقد ساق القدر لهذا الشعب قيادة حكيمة بزعامة فخامة الأخ الرئيس/علي عبدالله صالح تحققت على يديه وبجهوده إعادة تحقيق وحدة الوطن.. وذلك عندما رفض العودة إلى صنعاء إلا بعد أن يوقع قادة «الاشتراكي» على اتفاقية دولة الوحدة في 30 نوفمبر من عام 1989م ثم تكللت هذه النقلة التاريخية إلى الحقيقة التي سطعت يوم 22 مايو 1990 بإعلان الجمهورية اليمنية.