لم تعد الأسرة العصرية تعيش عبئاً على الرجل وحده. فالحياة العصرية، أو البيت العصري لم يعد كالبيت أو الأسرة التي كانت تعيش قبل «50» سنة.. فالحداثة والعصرنة أدخلت على الأسرة العديد من منتجات العصر، وغيرت العادات الغذائية والصحية، وتغيرت أساليب الحياة سكناً وغذاءً وفرشاً وملبساً وصحة وتعليماً و..و... إلخ، مما ضاعف جداً احتياجات ومتطلبات الأسرة العصرية.. فبدلاً من المنزل التقليدي صار المنزل الحديث، وبدلاً من العصيد أو الهريش كغذاء صارت أصناف المأكولات والمقبلات والحلويات والمشروبات.. وبدلاً من «القزازة، أو اللمبة» في الإضاءة صارت الكهرباء.. وبدلاً من قميص ومعطف وسماطة على مدار السنة، صارت العديد من البدلات والقمصان.. وبدلاً من الحصير فرشاً، صارت الأسرّة وما عليها من فرش أسفنجية وملايات وبطانيات ومخدات والمواكت والمفارش وأماكن المقيل والستائر.. وبدلاً من الصحن الكبير للصابون، صارت الغسّالة الكهربائية.. وبدلاً من الموقد الفخار صار الفرن والمواقد الغازية الحديثة، وصار الاغتسال شبه يومي، وصار هناك سخان للماء، وتلفاز ومسجلات، وكاوية ودواليب ملابس وتسريحات وسيشوار، وصار تعليم الأولاد والبنات، وتلفون موبايل وثابت... أي أن متطلبات الأسرة العصرية هائلة، وتحتاج إلى نفقات كبيرة لا يتحملها الرجل.. وعليه، يجب أن تدخل المرأة شريكة في الحياة الأسرية من حيث التمويل، وهذا يتطلب أن تعمل، وكي تعمل لابد أن تكون متعلمة، ما لم فإن الفقر والعجز سيلاحقان الأسرة، ويعّقد ويصعّب حياتها فتثور المشاكل وتتفاقم كي تصل إلى الانفصال وتشتت الأولاد، والانحراف.. وبالذات في ظل المغريات العصرية. إذن فتعليم الفتاة من أهم الضرورات التي تستوجبها الأسرة العصرية حتى تكون الفتاة امرأة متعلمة في قابل الأيام تتمكن من المساهمة والإسهام في بناء وتشييد العش السعيد، بيت الزوجية، من حيث إدارة بيتها، وتربية أبنائها، ومتابعتهم، ومساعدتهم تعليمياً، وأيضاً تتعاطى وتتعامل مع زوجها بطريقة تسعده، وتسعد بيتها، إضافة إلى مشاركتها وإسهامها في تمويل المنزل. إن تعليم الفتاة ضرورة حياتية لبناء مجتمع سعيد، فالأسرة السعيدة أساس المجتمع السعيد.. ناهيك عن أن تعليم المرأة ضرورة دينية.