لعيد الأضحى المبارك خصوصية تميزه عن بقية الاعياد فلا يعتبر العيد عيداً بدون أضحية وللمضحي أن يختار نوع أضحيته التي سيضحي بها مع مراعاة شروطها الشرعية «كبش جدى تبيع» إلا أن الغلاء والوضع الاقتصادي للمواطن حوّل الأضحية إلى هم ثقيل؛ لعدم قدرته على توفير المال اللازم لشرائها بالاضافة إلى متطلبات أخرى يجب الوفاء بها؛ لأنها لا تقبل التأجيل أبداً إلى جانب الأضحية مثل: ملابس جديدة للأطفال وغيرها من المصاريف الأخرى ، وكلها هموم توجع رأس العائل للأسرة أكان موظفاً أم عاملاً ، وتجعله يعيش في دوار طوال الأيام التي تسبق العيد والأيام التي بعد العيد، فدوار الأيام التي تسبق العيد لبحثه وهمه في كيفية الحصول على المصاريف اللازمة لتوفير متطلبات العيد لأسرته وأطفاله ودوار الأيام التي بعد العيد بسبب حالة الافلاس والديون التي فوق رأسه خصوصاً وأن راتب الموظف بالكاد يفي بقيمة كبش بربري أما الكبش البلدي فلا يخطر على بال الموظف أبداً ويعده من الحيوانات المنقرضة أو النادرة والتي لا تقتنيها إلا الطبقة الراقية من ميسورين ورجال أعمال. هذه الأوضاع المؤسفة والتي اضطرت كثيراً من الأسر لبيع بعض أثاث منازلها مثل التلفزيون ، الثلاجة، الغسالة، وحتى دباب الغاز المعدوم تم الاستغناء عنها من أجل مواجهة أعباء العيد وحفاظاً على دموع أطفالها في مثل هذا اليوم وهو ما يجعلنا نتساءل أين هي الجمعيات الخيرية بجميع مسمياتها والتي كثيراً ما نسمع جعجعتها ولا نرى طحينها بين الفقراء والمعوزين الذين يتزايد عددهم يوماً بعد يوم؟؟. نقول لهؤلاء إن الخير لا يسيس فهناك أسر لا تجد ما تسد به جوع أفرادها ولا يجدون من يمد لهم يد العون والمساعد، لا جمعيات ولا يحزنون. صوم يوم : أعلنت دار الافتاء الشرعية بالمملكة العربية السعودية قبل أيام بأن يوم الأربعاء 19 ديسمبر 2007م هو يوم عيد الأضحى المبارك الموافق العاشر من ذي الحجة سنة 1428 ه كما أعلنت بأن الأول من شهر رمضان الماضي لم يكن يوم الخميس كما تم الإعلان عنه في وقته والذي بموجبه صام المسلمون في أغلب الدول العربية باستثناء ثلاث أو أربع دول كانت قد أعلنت أن أول رمضان المبارك هو يوم الاربعاء وهو ما يعني أن على جميع المسلمين الذين صاموا يوم الخميس ان يصوموا يوماً تعويضاً أو لنقل بدل فاقد ونحن طبعاً منهم؛ لأن هيئة علمائنا الأجلاء صوتوا مع هلال الأغلبية الذي طلع الخميس ، المهم الرجوع إلى الحق فضيلة وعلى علماء الأهلة في الدول العربية أن يتحملوا وزر فتاواهم، فهل نأمل أن يعي علماؤنا مسئولياتهم الدينية ويكونوا محل إجماع وتوحيد العرب ولو بهلال رمضان .. أم أن عيون علمائنا في الدول العربية لا تستطيع رؤية هلال رمضان في يوم واحد ؟! وكل عام وأنتم بخير.