إن احتفالنا وسائر الشعوب العربية والإسلامية بذكرى الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم يجعلنا نستذكر عظمة المناسبة والاستفادة من الدروس والعبر المستخلصة منها.. فالهجرة النبوية من مكة إلى المدينةالمنورة لها أهمية في حياة الأمتين العربية والإسلامية باعتبار أن الهجرة حدث هام في تاريخ الدعوة الإسلامية، شكلت اللبنة الأولى للدولة الإسلامية التي وصلت دعوتها إلى مشارق الارض ومغاربها .. دعوة تحمل رسالة المحبة والسلام لكافة الشعوب بمختلف أرجاء المعمورة. إن الاحتفال بهذه المناسبة الجليلة يتمثل في إحياء الدروس التي على المسلمين الاستفادة منها في هذا الزمن.. كيف كانوا وكيف أصبحوا من قوة إلى ضعف، بسبب الانشقاق والخلافات التي فرقت صفوفهم، فالهجرة علمتنا كيف نكون متآخين في الله، متوحدين في وجه أعدائنا. نعم .. تأتي هذه الذكرى اليوم لتعيد للأذهان حالة القوة للأمة الإسلامية التي حكمت الأرض ونشرت العدل وقدمت أنموذجاً للتآخي والتوحد والإيمان بالمبادئ السامية التي تنتصر للإسلام والوحدة وتنبذ حالة الشتات التي أصبحنا عليها في الوقت الراهن. وتعتبر هذه الذكرى فرصة لمراجعة أنفسنا لتعزيز إيماننا وتجاوز سلبياتنا لنقفز على ظروف وأسوار واقعنا الراهن المليء بالتناقضات لابتعادنا عن أوامر الله ونواهيه الذي أدى إلى ما نحن عليه اليوم