"بوش" في بلاد العرب الحرة والسليبة معاً يبحث كما صرّح هو قبل مغادرة واشنطن أن يخلص المنطقة من نفوذ إيران. وللتذكير وحسب نقول إن أمريكا تريد أن تؤكد واقع امبراطورية تطمع أن تتحقق في القرن الحادي والعشرين، بعد أن غربت امبراطورية الاتحاد السوفيتي بتبرير فلسفة «الجلاسنوست» الوطنية على يد غورباتشيف، الذي استحق مقابل هذه الفلسفة «التبريرية» رئاسة لم تدم طويلاً.. لماذا إيران؟!. الجواب من التاريخ، فإيران كانت كما أسلفنا من قبل امبراطورية فارسية قديمة امتد أثرها ونفوذها إلى الخليج المجاور، مروراً بمصر وبلاد اليونان والرومان. ثم إن إيران أصبحت ذات نفوذ ديني «إسلامي» ترتكز على فلسفة ضمينة تدعو إلى إسلام عالمي شامل «الثورة الإسلامية» تكسّر كما قال الإمام الخميني الأصنام والوثنية الجديدة. وهذا يعني أن تسيطر إيران ضمن ما تسيطر على دول الخليج التي تعتبر أنها جزءاً من الامبراطورية الفارسية، بدليل أنها تطلق على الخليج العربي والبحر العربي "الخليج الفارسي والبحر الفارسي" ثم هي تقوم برسائل «مشكلات» إلى بعض دول المنطقة ربما للتذكير بهذا الدور. ثم إن أميركا «الشيطان الأكبر» وهي تسمية "خمينية" سوف تحرم من النفط العربي، الذي لا يخدم تنمية حقيقية في الوطن العربي، غير هذه التنمية الشكلية التي هي مجرد استمتاع بملذات حضارة وهمية لا تخرج عن إطار استهلاكي ضيق، لا تتماشى مع مفهوم حقيقي لفلسفة تنمية مستدامة فعلية، تقوم بمبادرة الاعتماد على الذات وإنجاز نهضة شاملة لا يؤثر عليها قطع الإمداد الأمريكي في وقت لاحق. فما فائدة هذه الأساطيل من طائرات «البوينج» الأمريكية وهي تربض بالمئات في مطارات الوطن العربي، وكلّفت ألوف المليارات من الدولارات، ما فائدة هذه الطائرات إن قطعت أمريكا تزويد العرب بقطع غيارها، وهكذا في بقية الأمور؟!. إن الوطن العربي الذي يقوم «بوش» في زيارة لبعض بلدانه هو الوطن الوحيد الذي يبيع النفط لأمريكا، ثم تقوم أمريكا بتوريد المبالغ إلى وزارة الخزانة الأمريكية، ثم تعطي للعرب «كوبونات» لشراء ما يسعد بعض مواطنيه في حياتهم الغائبة لتبقى الشعوب رهينة المرض والتخلف والجهل، بينما تقوم أمريكا باستنزاف خيراته، ومنها البترول!!. هل سيقوم بوش بنصح الكيان الاسرائيلي بقلع المستوطنات وإتاحة بعض الفرصة للشعب الفلسطيني ليعيش على أرضه بسلام؟!. هذا هو السؤال.