تغضب لا تطاق... عندما تغضب تصاب أنت بالعمى وأصاب أنا بالاختناق.. لقد أصبحنا في مرحلة الهذيان في أفعالنا وسلوكنا، من جراء الكوميديا السياسية. فإن تكون سماء الوطن في الليل مملوءه بذبذبات التآمر من فوقك ...!! فتغضب أنت وتصاب بالعمى وأصاب أنا بالاختناق. فإن تقف أمام إشارة المرور المضيئة بالأحمر والشوارع خالية إلا من سيارتك فتوقفها احتراماً للإشارة الحمراء... وبهذا نحترم الوطن.. فلا تكون مخالف قوانين السير... ولا قوانين السماء... ومع ذلك ينعتونك بعدم مسايرة كوميديا السياسة فتغضب أنت وتصاب بالعمى وأصاب أنا بالاختناق. هكذا نحن الآن على مشارف انهيار نفسي، انهيار عصبي، وانهيار ديمقراطي، وأخيراً انهيار وطني والأخير له معاني كثيرة...؟ أصبحنا نتصرف بشكل هستيري نؤمن ولا نؤمن، نُقدر ولا نُقدر ، نجحف ولانجحف، فقدنا قدرتنا... على الكلام على الكتابة، على التفكير، على الوعي ، على الاحتجاج ، فقدنا قدرتنا حتى على الصمت ...!! فتغضب أنت وتصاب بالعمى وأصاب أنا بالاختناق. هل نحن مثيرون للشفقة لهذه الدرجة...؟ حتى نصاب بفقدان الذاكرة والسقوط في هاوية التاريخ بلا مقومات . هل نحن مثيرون للشفقة لهذه الدرجة التي أراك أمامي شمعة تشتعل وتحترق كأنها أنا فمثلك أنا اشتعل واحترق..؟ فلأجل ذلك تغضب فتصاب بالعمى وأصاب أنا بالاختناق . فأسألك لماذا في الكوميديا السياسية يتحول الفئران إلى محللين وكتاب سياسيين ويرفعون شعار( من أجل أن يعيش فرد لابد من أن يموت الثاني) ..!!؟ أسألك أنا .....ولكني أرجع وأقول لك : تمهل لا تتعجل.. ترفق بي ولا تعلن الإجابة على سؤالي....!! فما زلت أعيش مراسيم النهاية وأحبو نحو أمل يقضي على فئران السياسة. تمهل ولا تتعجل .... لازلت افتح عيني ببطء وأصرف عنهما ذلك الكابوس. تمهل ولا تتعجل... فلا تغضب وتصاب بالعمى وأصاب أنا بالاختناق. تمهل ولا تتعجل... أعطني مهلة... لأُفتش عن مخرج طوارئ ... لأُفتش عن حبل نجاة ... للإفتش على أنشودة الوطن ... فتنجو نفسي من ذلك الكابوس المسمى... (كوميديا السياسة ) فلا تغضب أنت وتصاب بالعمى وأصاب أنا بالاختناق تمهل ولا تتعجل.... فهاأنذا استعيد وعيي وأترقب كل ما أريد ..وكما أريد. أترقب فيضان الأودية وهي تصرخ قبل وصولها إلى طرف الشاطئ ..! أترقب الهواء، والتراب ،والجبال ..!. أترقب طيات لساني وهي تبتلع الغصة على مايحدث في أروقة الوطن ..!. أترقب ابتسامة على وجهة امرأة، وطفل، وشيخ عصرته السنون...!. أترقب نفسي......!. فلا تغضب وتصاب بالعمى وأصاب أنا بالاختناق امنحني الوقت... كي أجمع أشلاء وطني، وأرتب الفصل الأخير كي انسحب من فصول الكوميديا السياسية..... بكل شموخي، بكل عزتي، بكل كبريائي ، بكل حبي للوطن.