خبر ضبط سارق الدراجات النارية في حيس وايصاله إلى تعز لاشك انه خبر مفرح لأصحاب الدراجات الذين سرقت دراجاتهم في ليلة ظلماء ومحزن للسلطة المحلية وادارة المرور على اعتبار ان ضبط السارق عرقل الكثير من خطط واستراتيجيات المحافظة في مكافحة الدراجات. تعز اتخذت قراراً حاسماً وصارماً بمنع دخول الدراجات النارية إلى داخل المحافظة كإجراء استباقي لوقف زحف الدراجات من صنعاء إلى تعز بعد منعها في امانة العاصمة وغزوها محافظة إب. السارق المحترم يبدو أنه مصاب بالحول عندما قام بإخراج المتورات من داخل المدينة وتشليحها في حيس فهو بحسب ثقافة النشالين يعتبر منع دخولها رسمياً بقرار من المجلس المحلي أو اخراجها بالسرقة يفي بنفس الغرض وهو مكافحتها من الحالمة تعز . الحمدلله على كل حال فقد رحمني ربي عندما بعت دراجتي النارية التي كنت افضلها على وظيفتي التي لاتؤكل عيشاً تخلصت منها قبل أن يوصف كل صاحب دراجة بالارهابي أو عضو في تنظيم القاعدة، تخلصت منها بعد السمعه السيئة التي لحقت بأصحاب الدراجات بوصفهم محششين ومحببين وخاطفي شنط البنات من على الطريق العام. تخلصت منها حتى لايأتي يوم ويعاير ابني بأن اباه يمتلك دراجة وكأنه ناقص ابن ناقص، تخلصت منها حتى وان كانت تخزن لي كل يوم قاتاًَ ولاتخزينة مسئول. لااحد يستطيع القول أن كل صاحب دراجة يوصف بهذه الصفه فهناك من يعول أسرته بدراجته النارية بعد ان حلت مشكلة البطالة. وعلى قصة السرقات كان حظي ان اجّرت دراجتي لسارق مواشي لم اكتشفه إلا بعد ان حجزتْ في ادارة الأمن ولأول مرة اجد نفسي اشعر بالخجل وانا اتوسط العقيد علي العمري بالافراج عنها لأجده هو الآخر يشكو من سرقة مواشيه بنفس طريقة صاحبي الذي كان قبل ما يقول المؤذن الله أكبر يأتي ويحاسبني حق خمسه أيام قدّام. الدراجات رغم ماتسببه من كوارث ومآس اصبحت تشكل قلقاً أمنياً لا نحمل المسئولية اصحابه مابقدر ما نحمل السلطة المحلية ممثلة بالجمارك ثم من بعدها المرور هذه المسئولية التي تجد نفسها مكرهة على الترقيم ليصل عدد الدراجات إلى اكثر من ستة آلاف دراجة نارية بعد ان كانت لاتتجاوز السبعمائة الفضل في ذلك للفقر اولاً وللجمارك ثانياً عندما فتحت باب الجمركه على مصراعيه بالهبَل المهم عندهم ان يدخل إلى خزينة الدولة ايرادات دون ادراك خطورة ما تجني ايديهم . صنعاء منعت الدراجات واليوم تعز تسعى إلى تنظيم «الشغله» وبدأت بمنع دخولها هذا حل ولكنه ناقص إذا ماتم إصدار قرار الترقيم نهائياً. قريباً سوف نشاهد عسكري المرور فضل مأمون بطقمه يلاحق المتورات غير المجمركه من حارة إلى حارة ومن زغط إلى زغط حملة واسعة اشبه بحملة التحصين التي حملت شعار «من بيت إلى بيت» الله يعين العميد يحيى زاهر مدير المرور فهو سوف يحتاج إلى دعم اضافي وميزانية جباره لاستئجار احواش لتلك الدراجات المخالفة والتي تقدر باالآلاف الم اقل ان الحل كان في يد ذاك السارق الذي تبرع من تلقاء نفسه وقام بإخراجها كرهن من تعز وتشليحها قطعة قطعه حتى تفرّق دمها بين القبائل. الم يكن السارق في حاجة إلى ان نكرمه على فعلته وندعو الله ان يكثر من امثاله ؟ اللهم امين .