تعد الدراجات النارية إحدى وسائل المواصلات السريعة والخطيرة في بلادنا وإحدى مصادر الدخل لدى كثير من الأسر التي تعتمد عليها لطلب الرزق والتخلص من البطالة.. وأصبحت الدراجات تتسبب بمشكلات عدة سواءً في تلوث البيئة أم فيما تخلفه من حوادث تحصد الأرواح وتخلق العاهات.. غير أن الأونة الأخيرة شهدت تطوراً في سلوكيات السائقين حيث بدأت تبرز بوضوح بعض تلك السلوكيات التي تفصح عن قبح الشعور الداخلي لأولئك المتهورين وهو ما يهدد بحلول كارثة في المجتمع إن لم يتم تدارك الأمور ووضع الحلول المناسبة لها. وما يزيد من هول الكارثة ما ذكرته بعض المصادر الإحصائية من وجود أكثر من عشرة آلاف دراجة نارية في محافظة إب، والتي يفقد سائقوها صوابهم في أوقات الذروة بدرجة عالية تشبه الذروة ذاتها، وهو ما أدى إلى وقوع مئة حادث وحادث في المحافظة خلال العام الماضي 2008 وفق ما ذكره مركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية. تهديد البيئة .. الأستاذ الدكتور أحمد محمد شجاع الدين الرئيس السابق لجامعة إب أشار إلى المشكلة بقوله: الدراجات النارية أصبحت لا تُطاق في مدينة إب، وهي تضيف مشكلة إلى جانب المشكلات الأخرى التي تضرب بعنف في صلب النظام البيئي في المحافظة خصوصاً مع انحسار الغطاء النباتي، بالإضافة إلى أن هناك الكثير من الممارسات الخاطئة التي يقوم بها أصحاب الدراجات ومنها خلط الزيت بالبنزين باعتقاد أنه يزيد من سرعة الدراجة، أيضاً يعتبر خلط الزيت بالبنزين كصيانة لمحرك الدراجة. خطر قاتل يقول/ محمد الشماسي - أحد رجال المرور: في الحقيقة عمل مثل هذا لا يدرك أصحابه حجم الضرر والخطر الذي يسببه من تلوث للبيئة لأن عوادم الدراجات النارية يعتبر سموماً يؤثر على صحة الإنسان، فبعض السائقين يقولون نحن أحرار، وهم يعلمون أن حرياتهم تنتهي عند أن تبدأ حرية الآخرين. وفقاً لدراسة علمية أجريت كشفت أن حجم ضرر عوادم دراجة نارية يعادل نسبة عوادم 80 سيارة جديدة. ممارسات خاطئة: الأخ/ بدر عباس – أحد سائقي الدراجات: تحدث باسم سائقي الدراجات فقال: نحن نقر أن هناك سلوكيات خاطئة يقوم بها بعض سائقي الدراجات لكن هذا السلوك لا ينطبق على الكل ونحن نعترف أن هذه الممارسات لا يرضي بها أي شخص في المجتمع، ومن هذه التصرفات نزع كاتم صوت الدراجة وإيذاء الآخرين بهذه الأصوات خاصة في الليل عندما تدخل هذه الدراجات إلى بعض الأحياء السكنية مما يؤدي إلى إيقاظ الآخرين. تعسفات رجال المرور: أما الأخ/ حسن العرابي فيقول: هناك تصرفات تعسفية لبعض رجال المرور عندما يقومون بإيقاف الدراجات دون وجود حملة بذلك ويصل التعسف بهم إلى إيصالنا إلى إدارة المرور وهم يعلمون أن هذه الدراجات تصرف على أسر بأكملها.. وأنا أطالب الجهات المسئولة بوضع حلول مناسبة لدراجاتنا حتى نتمكن نم العمل بحرية دون التعرض إلى أي مضايقات. وإذا توجب الأمر ترقيم هذه الدراجات فنحن مستعدون أن نحضر دراجاتنا غير المرقمة أو المرسمة إلى حوش مرور إب، لكن هل باستطاعة إدارة المرور توفير الأرقام وحفظ الدراجات من الشمس والهواء والأمطار أم سيكون مصيرها مثل بقية الدراجات المحتجزة والمعرضة للإهلاك والصدأ. اختطاف حقائب النساء محمد الصهباني – مالك دراجتين يقول: أنا مع قيام حملة بمنع سير الدراجات ليلاً، وجميعنا سائقي الدراجات النارية نؤيد قيام رجال المرور بضبط الدراجات النارية المخالفة سواءً أكانت في النهار أم في الليل، وخصوصاً بعد أن انتشرت بعض الظواهر التي تسيء إلى سائقي الدراجات مثل اختطاف حقائب النساء من أيديهن وهن مارات في الشارع أو قضية تهديد بعض المارة بالسلاح الأبيض وإرغامهم على تسليم ما بحوزتهم من ممتلكات وأغراض شخصية، وكما يشاع هذه الأيام أن هناك جريمة راح ضحيتها طفل لا يتجاوز عمره ال14 عاماً نتيجة تعرضه لطعنات قاتلة من قبل اثنين من سائقي الدراجات عندما تقطعوا له بشارع مدرسة أروى وأرغموه على تسليم تلفونه وعندما رفض وقاومهم قاموا بتوجيه عدة طعنات على جسمه النحيل وأخذوا تلفونه وولوا فارين. تصرفات غير مسؤولة: أما فهد صبان – سائق دراجة فيقول: مع كثرة الدراجات بمدينة إب فقد زاد عدد العاملين بها على اختلاف طبائعهم وأشكالهم، لذلك فإن وجود حملة ستكون مفيدة لضبط كثير من السلوكيات لدى بعض سائقي الدراجات النارية الذين شوهوا سمعة فئة كبيرة من سائقي الدراجات النارية في إب بتلك الأخلاقيات والسلوكيات والتصرفات غير المسئولة.. ونحن بالوقت الراهن نطالب إدارة المرور بالقيام بحملة ضد الدراجات المخالفة والتي لا تحمل أرقاماً وسنكون سعداء إذا ما كثفت الإدارة هذه الحملات لضبط كثير من الأمور والتصرفات التي يقوم بها مثل هؤلاء السائقين من الشباب الطائشين الذين أثروا على حياتنا سلباً دون مبالين بأن بعض السائقين مثلنا من كبار السن مسئولون عن أسر وأن الدراجة النارية هي مصدر رزقهم الوحيد. دعوة إلى الالتزام الأخ/ علي عبدالله البعداني – مدير عام مديرية الظهار: أنا أوجه الدعوة إلى جميع سائقي الدراجات النارية للعمل بعيداً عن التسبب بإزعاج الساكنين بالحارات والشوارع بأصوات الدراجات وذلك بوضع كاتم الصوت والالتزام بلوائح وقوانين السير لما ينطوي عليه من مصلحة للجميع بجانب عدم المساس بالحرية العامة وإقلاقهم.، وللأسف هناك بعض السائقين غير حضاريين، وقد قمنا بإلقاء القبض على عدد من السائقين المخلين بالأمن والآداب العامة وما يسببونه من مضايقات للنساء مثل عمليات النشل. مئة حادث مروري أمام هذه الآراء توجهنا إلى العقيد عبدالعزيز السفياني مدير مرور محافظة إب وسألناه أولاً عن مشكلة الأرقام الكبيرة التي بلغت 101 حادث مروري تسببت بها الدراجات النارية في محافظة إب فقال: صحيح أن هناك 101 حادث للدراجات المرورية وأنا معك أن أغلب الدراجات النارية مزعجة ولا تصلح للعمل في المدينة بشكل عام لكن عدم ترقيمها موضوع قد تم طرحه في مجلس الوزراء وأصدروا تعميمات عبر وزارة الداخلية ونحن كأي محافظة أخرى نلتزم بالتعميم وننتظر الترقيم بالرغم من وجود أرقام للترقيم الرسمي في المحافظة والذي سيحل الكثير من المشاكل بتوفير الانضباط المطلوب وعدم العمل ليلاً أو عكس الشوارع وغيرها ولكننا ننتظر فتح الجمارك في المحافظة .. الأخ المحافظ اتصل بالمالية والداخلية والجمارك وشكلت لجنة وعلى غرارها أقر مجلس الوزراء تشكيل لجنة للنزول الميداني وترقيم الدراجات النارية ونحن بعد الجمركة سنرقم فوراً ولكن الترقيم ليس وفق الطريقة السابقة والتي كانت عشوائية كانت تسبب اخلالات كثيرة يخلع الرقم ويضع رقم من ذات نفسه . الترقيم وكحل مبدأي طلبت إدارة مرور إب من سائقي الدراجات النارية بإب الذهاب إلى محافظة تعز لجمركتها وهو ما يوضحه السفياني بقوله: طلبنا منهم الذهاب إلى جمارك تعز لأن جمارك تعز تجمع المحافظتين من السابق لكن ستصل لجنة للجمركة ولكن لا نعرف الموعد فرار الدراجات النارية وفي رده على سؤالنا بشأن الإجراءات المتخذة لضبط الدراجات النارية التي تتسبب بالحوادث ثم تفر من الموقع يقول مدير مرور إب: في هذه الحال يقوم بمتابعتها من خلال أوصاف الدراجة ولم يحدث أن ارتكبت دراجة نارية حادثاً مرورياً وفرت إلا نادراً والنادر لا حكم له ونحن ننتقل إلى موقع الحادث ونستفسر سائقي الدراجات النارية الأخرى ونتوصل إليه وضبطه. الدور الإعلامي ودعا العقيد السياني وسائل الإعلام للقيام بدورها في التوعية المرورية حيث قال: للإعلام دور كبير في التوعية المرورية حفاظاً على سلامة المواطنين بشكل عام وأنصح السائقين بعدم التهور خصوصاً أننا مقبلون على موسم الصيف الممطر ولذلك لابد من الصيانة الدورية لأن 90 % من الحوادث نتيجة الاستخدام السيئ لأن الحديد لا يقاد إلا عبر البشر وهم من يتسببون بالحوادث من خلال السرعة وعكس المنعطفات تحت توهم القدرة على السرعة الكبيرة.