في عدد أمس الاثنين كنت قد سطّرت الموضوع بطريقة عجلى، الأمر الذي سهوت فيه وأخطأت اسم العقيد يحيى مصلح، وهو الصح، حيث ذكرت عن طريق الخطأ «صالح مصلح» فمعذرة لذلك. وبمناسبة هذا الاستدراك والتصويب، فلابد لي من الإشارة هنا إلى الدور الوطني الذي قام به العديد من التجار ورجال الأعمال، ففي مدينة صنعاء آنذاك كان هناك تاجر من أبناء مدينة تعز مقاول في أعمال البناء، هذا الرجل كان له دور مشهود وواضح في دعم المقاومة الشعبية والمجهود الحربي، وفتح مقر مؤسسته لأفواج المقاومة، وأخذ يمدهم بكل ما يحتاجون إليه بسخاء وبذل لا مثيل له، .. إنه الأستاذ المرحوم سلام علي ثابت، الذي فقدناه قبل أيام فقط من هذا الشهر، إنه صاحب فندق “مأرب” سابقاً. والعديد من من رجال الثورة يعرفون دور هذا الرجل بدعم الثورة ابتداءً من إنشاء الحرس الوطني، ثم مروراً ببناء الجيش والمقاومة الشعبية. وبهذه المناسبة فإننا ندعو الله أن يسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.. ليس معنى هذا أنه الوحيد الذي قدّم الكثير في سبيل الثورة والجمهورية، وإنما لأنه توفي بصمت وهدوء دون أن يشار إلى دوره الوطني. لهذا كان لزاماً على الصحافة الإشارة إلى أمثال هؤلاء الرجال الذين لم يبخلوا على وطنهم بأي شيء، هذا جانب، ومن جانب آخر في شأن صمود شعبنا ودحره لذلك الحصار الظالم، فإنه قد كان عقب مغادرة القوات المصرية للبلاد.. وكان الأعداء يراهنون على أن هذه هي فرصتهم الوحيدة، بعد خروج الجيش المصري المسلح تسليحاً قوياً وحديثاً، وفي حين أن قوات الملكيين لديهم خبراء عسكريون من أقطار العالم المختلفة، فكانوا على يقين خاطئ عندما تصوروا الاستيلاء على صنعاء، متصورين أن الاستيلاء على مدينة صنعاء بات قاب قوسين أو أدنى، ولكن خاب ظنهم وفوجئوا بذلك الصمود الرائع للشعب اليمني بكافة قطاعاته وفئاته، وبجيشه الوطني، ومقاومته الشعبية التي شاركت فيها كافة الفئات المختلفة. وفي تقديري إن الانتصار الذي أحرزه شعبنا بدحره الحصار لا يقل عن نجاح قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، وإنه كان مكملاً ومتوجاً للثورة، على اعتبار أنه أفسح المجال للمشاركة الشعبية في صناعة فجر اليمن الجديد.