أصوات الظلام التي تطل برؤوسها بين الوقت والآخر لفرض قناعاتها المتزمتة وآرائها المتخلفة؛ لا بد من وقفة جادة أمامها من مختلف شرائح المجتمع، ذلك أن الإذعان لهذه الأصوات الظلامية يمثل سلبية سوف تلحق أفدح الضرر بالمجتمع. وما حدث في الماضي ومحاولة الاستمرار فيه حاضراً من خلال الأصوات التكفيرية وتحريم إقامة مهرجانات الفنون والغناء هو صورة لحالة هذه الجماعات المهزومة ودأبها على رفض كل تحديث يعيشه المجتمع. وحسناً.. فإن توضيحات قد صدرت تعكس قناعات الناس والمسؤولين على حد سواء برفض هذا الخطاب الإرهابي والظلامي، خاصة أن إقامة الاحتفالات الفنية والغنائية ليست حكراً على اليمنيين، بل إنها تقام في مختلف العواصم العربية والإسلامية. وبالتالي فإن الحديث عن تحريم مثل هذه الاحتفالات إنما يمثل غلواً وتطرفاً لا يستقيم مع رحابة الإسلام، فضلاً عن الجوانب الخيرية التي يمكن أن تنعكس جراء هذه الفعاليات لجانب اعتماد نسبة من ريعها للأعمال الخيرية ومنها معالجة الأمراض المستعصية. وبالقدر الذي تتضافر فيه الجهود الرسمية والشعبية للتصدي لمثل هذه الأصوات الظلامية؛ سوف نعزز من القدرة على اجتثاث مظاهر الإرهاب والغلو والتطرف؛ خاصة أن هذه الأصوات لا مكان لمنطقها العقيم وسط مجتمع مسلم غير متعصب، ومجتمع متحرر من عقد أمثال هذه الأصوات الظلامية التي تحاول إعادتنا إلى مجاهل قرون التخلّف والانعزال!!.