خذلتني الأيام ولا أعرف لي وطناً سواك..! وطني لا تسألني لماذا أريد أن أعود إليك..؟! لقد بنيتُ قصوراً في هوى بالي.. فتهدمت قصوري، وبقيت أطلالي، فلا تحجب ناظريك عني وتجيب بأنك غير قادر على استقبالي..!؟ لذاوطني لا تسألني لماذا أريد أن أعود إليك..؟! رسمت آمالاً على رمالي.. فهبّت رياح فقلبت حالي..! وتقاذفتني المحطات بعدك وطالت المسافات وكنت أنت أقصر المسافات..! لذا وطني لا تسألني لماذا أريد أن أعود إليك..؟! عندما بدأت رحلة البحث عن الحكاية الرائعة التي أصنع بها مجداً أختبئ فيه فلم أجد الحكايا!! ولم أصنع المجد لمملكة شيدتها في حديقة أحلامي!! فكانت غفوة صحوت منها فوجدت نفسي في غابة أوهامي..! لذاوطني لا تسألني لماذا أريد أن أعود إليك..؟! فافتح لي حضنك.. احتويني.. أعدني إليك اغمرني بالحب كما كنت.. فالوطن لا يغلق أبوابه في وجه أبنائه!! وسأمسح عنك كل ذرات الألم..! وأعيد إليك فرحك المسلوب. لذاوطني لا تسألني لماذا أريد أن أعود إليك..؟! ربما أسعدتك كلماتي.. وربما أغضبتك رسائلي ذات يوم.. وألقيتها في سلة المهملات.. ولكن لا تسألني لماذا أردت أن أعود إليك..؟! فحروف هذا السؤال لا تكتبها يدي..!! كلماتها تخرج من شراييني..!! مصبوغة بدمي فتجهز على ما تبقى مني.. فلم يبقَ داخلي سوى ليل قصي عرفته ذا ألم... وآآه ما أقسى الألم!! لذا وطني لا تسألني لماذا أريد أن أعود إليك..؟! وامنحني فرصة العودة من رحلتي فبعض الرحيل موت!! وإن منحتني العودة أيضاً موت!! ولكنها موت من نوع آخر هذه المرة..! موت يتعلق بك بكرمِك بأمانك.. نعم.. وطني..."أمانك".. عندما رحلت ظننت أن الأمان في مجدي، ولكن المجد الذي لا يتجول "الأمان" في طرقاته يأكل الخوف أطرافه!! وسرعان ماينتهي. لذا وطني لا تسألني لماذا أريد أن أعود إليك..؟! فالمجد الذي نرحل إلى طلبه فجأه.. ولا نستعد له كرحلة إلى مدينة مجهولة دون اسم.. شوارعها مجهولة.. وبيوتها مغلقة في وجوهنا.. وسورها من زجاج.. فهشّم ذلك الزجاج البقية الباقية من ذلك المجد الذي رحلنا نطلبه..! لذا وطني لا تسألني لماذا أريد أن أعود إليك..؟! فتوقظ بسؤالك حروف الرفض، والإنكار للواقع المُر، الذي عشناه حين طلبنا المجد على صراخ ثكلى..!! في حرب بلا مبرر.. كانت نهايتها أن ارتديت سواد الثكلى..!! لأرحل أطلب المجد وعلى رقبتي شذخت سكين.. المكابرة والانتقام من "الأنا"التي طلبت المجد لأعود مهزوماً لماضٍ قاسٍ... آآه لو لم يكن.... ولو لم أكن بدءاً.... الإيمان "لما رأيت الناس قد أضرموا للجهل نيران كي يحرقوه وشيدوا عرشاً رفيع الذرى وهيكلاً للعلم كي يعبدوه رفعت إيماني على راحتي وقلت ها علمي ألا أكرموا" ميخائيل نعيمة همس الجفون