يتضح ليس للمعامل وحسب وإنما للمراقب أن الروتين هو عبارة عن حقد شخصي، يعبّر عن مرض اجتماعي، إما حسد، وإما طمع، وإما أي شيء آخر، يدخل في هذا الباب. وتحضرني الآن نصيحة قرآنية، معناها أن نعطي بعض المال من يحضر القسمة، قسمة التركة، ربما للوقاية من الحسد، لزرع الألفة بين المسلمين، للتذكير بأن المال كله هو مال الله، والإنسان إنما هو مستخلف فيه، وأحياناً تتدخل الرشوة لحسم الخلاف، لطرد الحسد أو الطمع، أو أشياء أخرى. وربما يتمنى المعامل، صاحب الحاجة لو أن هذا الموظف قال له: إدفع مبلغ كذا، لكان أولى، غير أن بعض هؤلاء الروتينيين «المرضى» لديهم موهبة، أو مواهب، فيتعللون بالقانون واللائحة، والنظام، وهم أسوأ الناس احتراماً للقانون واللائحة والنظام. وحدثني أستاذ كبير، بأن لديه ما يسمى ب «المختص» فقال إنه شرير جداً، لأنه يعرقل معاملات الناس، وبينما يوجهه توجيهاً، يعمل بخلافه!!. وكم كنت ومازلت أتمنى على من؟! لا أدري، أن يتقدم أي موظف لاختبار «استواء شخصية» فكما أن بعض الدول تحرص على أن لا يكون الموظف مصاباً بأمراض معدية، فإنه بالإمكان أن لا نقبل الموظف المريض نفسياً، والمعقد شخصياً، واللص سلوكاً، والحاقد اجتماعياً، والأحمق علمياً... إلخ. الآن من شأن هذا الموظف أن يعرقل معاملات الناس، ويقوم بظلمهم، وللأسف الشديد أن بعض هؤلاء الموظفين، ينتقلون من مكان إلى مكان، وقد يحصلون على مراكز مهمة، فيعتقدون أن هذه الأماكن مكافأة لظلمهم وبهتانهم. للأسف الشديد أنه لا يوجد ملف وظيفي، وإن وجد فلا أحد يقرأه، ولماذا الملف من أصله إذا كانت الترقيات في بعض المؤسسات تقوم على المحسوبية وقضاء مصالح مشتركة؟!!. المسألة تحتاج إلى رؤية بصيرة، وتتطلب حلولاًً عاجلة، ومن حق هذا المعقد أن يعيش حياة كريمة، ولكن دون أن يكون موظفاً، يعرقل الناس ويؤذيهم بمرضه، ويعدي بهذا المرض زملاءه الموظفين. وحسب المعاملين الله ونعم الوكيل!!!.