«... وماتلك الفعلة اللاأخلاقية التي أقدمت عليها الصحيفة الدنماركية ومن بعدها النرويجية،سوى محاولة جس نبض لردود أفعال المسلمين وربما ستلحقها أفعال أُخر إذا لم يتصد لها العرب والمسلمون بالمعنى الكامل لمفهوم التصدي». هذا ماكتبته في العزيزة «الجمهورية» في زاويتها «أضواء» لعددها رقم 13266-9فبراير عام 2006م وقد صدق ماتوقعته من أن تعيد هذه الصحف الكرّة بعد عملية «جس النبض» التي إليها أشرت في ذلك المقال، حيث لم تكن ردود الأفعال العربية والإسلامية، وقتئذٍ،بالمعنى الكامل لمفهوم التصدي،وفبراير ذلك العام خير شاهد. غير أن فبراير هذا العام شهد ويشهد حملة صيلبية أشد شراسة من سابقتها استهدفت الإساءة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ولم تقتصر على صحيفة أو صحيفتين دنماركيتين بل عدة صحف، كما رافقها مايشبه التحريض لصحف الغرب على إعادة نشر الرسوم المسيئة بكل وقاحة واستفزاز وفي المقابل جاءت ردود الأفعال من قبل أنظمة الحكم العربية والإسلامية متباينة، في مستويات التصدي، باستثناء بعض ردود أفعال الجماهير العربية والإسلامية. أما في بلد الحكمة والإيمان،فقد كان الموقف الرسمي لنظامنا مشرفاً وعلى قدر من المسئولية،وتجلى ذلك في موقف السلطة التشريعية والتنفيذية ، وأطلقتها دعوة جادة لمقاطعة المنتجات الدنماركية لتهاون حكومتها تجاه استفزاز صحفها وإساءتها لرسولنا محمد صلوات الله وسلامه عليه،كما حذرت اليمن الحكومة الدنماركية من هذا التهاون وطالبتها بالاعتذار، وجاء الموقف الشعبي اليمني مشرفاً وجاداً حيث خرجت الجماهير اليمنية في مسيرات تنديد حاشدة في العاصمة والمحافظات ونظمت مهرجانات التصدي والإدانة والاستنكار. ويبقى، بعد هذا وذاك، تذكير الحكام والملوك العرب والمسلمين بفكرة مشروع فخامة الأخ الرئيس المعلم علي عبدالله صالح حفظه الله التي طرحها على منظمة المؤتمر الإسلامي في قمة «مكةالمكرمة» بتاريخ 7ديسمبر 2005 والرامية إلى تفعيل دور المنظمة الإسلامية عن طريق مراجعة ميثاقها وإعادة هيكلتها لمواجهة التحديات المستقبلية،إذ أدرك بثاقب نظره وصوابية توقعاته مخاطر تغلغل النزعة اللاخلاقية للرأسمالية الغربية في اذهان الذين يتبنون فكرة «التقدم» ويعتقدون بأفكار وكتابات «يوكو ياما» و«فريد مان» القائلة بانتصار الرأسمالية النهائي في كافة الايديولوجيات والأديان وفي مقدمتها ديننا الإسلامي الحنيف. ويهدف مشروع فخامته إلى إضافة صيغة قانونية في ميثاق المنظمة،أوضحها كمايلي: «حظر وتحريم الإساءة إلى الأديان والمعتقدات والأنبياء والرسل،واعتبار أي ممارسات في هذا الشأن يستحق مرتكبوها العقاب الصارم، ولايمكن بأي حال من الأحوال على الإطلاق إدراج تلك الممارسات ضمن حرية الرأي والتعبير» ولقد أثبتت الأيام صحة ما دعا إليه فخامة الأخ الرئيس في تلك القمة الإسلامية، لأنها تعني التصدي لأعداء الإسلام والأديان السماوية بكل ماتحمله الكلمة من معنى،فهل يتعظ العرب والمسلمون؟!! نأمل ونتمنى ذلك.