تسير العلاقات اليمنية السعودية سيراً حثيثاً نحو تنمية مشتركة، ولعل هذه العلاقة بتميّزها تكون أسوة ومثالاً يحتذى للكثير من الدول الشقيقة والصديقة. إن ما يربط اليمن والسعودية أكثر من اتجاه، بل هناك خصوصيات ذات سمات بنيوية عميقة، من بينها أسباب القربى ووشائج الرحم والجوار. ولطبيعة هذه الخصوصيات، فمن البدهي أن تشكل بعض تأويلات لموقف من المواقف، سوء فهم معين، قد يؤثر بشكل مباشر سلباً مما يجعل العقلاء يبادرون لإزالة رواسب تعيق اندفاع المياه في مجاريها. إن أحداً لا ينكر أن الإنسان اليمني كان له دور ملموس في عملية النهضة التي تعيشها المملكة الشقيقة، بل إن هذا الإنسان اليمني البسيط عاملاً أو حرفياً لثقته في هذه الخصوصيات المميزة بين وطنه اليمن والسعودية، كان يعتقد أن السعودية بالنسبة له وطن ثانٍ. وهذا ما جعله يمضي عقوداً من عمره دون مصلحة حقيقية له أو لوطنه عدا بعض تحويلات أسرية وجد أنها هباء كالعدم بعد تشنج حصل إثر احتلال صدام ولا نقول العراق للكويت؛ إذ عاد مئات الألوف من اليمنيين إلى بلادهم غير نادمين على ما بذلوه في سبيل المشاركة في بناء وطنهم الثاني. إن العلاقات الطيبة التي تتصل طرقها بشكل حثيث بإرشاد وتوجيه خادم الحرمين الشريفين وفخامة الرئيس سوف تنعكس ونرجو أن يكون ذلك قريباً على مصلحة تهم الشعبين الشقيقين وتدفع بهما إلى توسيع آفاق من المحبة والتعاون. لقد حرصت القيادة السعودية على أنها تسعى ليكون اليمن كامل العضوية في مجلس التعاون الخليجي، وهذا شيء طيب، كما صرّح ولي العهد السعودي الأمير سلطان أن هناك رغبة مشتركة في إنجاز مجالات كثيرة للتعاون بين اليمن والسعودية، ومن ذلك إنشاء جامعة يمنية - سعودية. ونحن نحسب أن الوقت قد حان لإفساح المجال لليمنيين لبذل جهودهم في توسيع قاعدة النهضة السعودية المعاصرة، بل الأكثر أهمية من ذلك لقد حان الوقت لتجاوز أي سلب في العلاقات كان من عهد الماضي. بل لقد حان الوقت أن يعلم السعوديون واليمنيون أن هناك قوى لم تعد خفية كانت وستظل تثير سحباً مركومة وغبشاً معتماً للوقيعة بهذه العلاقات التي ينبغي أن تظل متميزة. وأخيراً ينبغي أن تدرك القيادتان أن هناك حقيقة؛ وهي أنه لا مناص من مصير واحد هو مصير التعاون بين البلدين يقوم على التكافؤ.