نحن العرب قساة جفاة .. كان هذا هو عنوان مقالة للشيخ عائض القرني كتبها من العاصمة الفرنسية التي قال بأنه يتعالج فيها من آلام في الركبتين. وجدت نفسي أقرأ هذا المقال أكثر من مرة وفي كل مرة أغرق في تأمل السطور.. السطور وما بين السطور .. الذي كشف عنه والذي تركه متعمداً أو حتى ناسياً. الشيخ الذي يتابع مواعظه الحسنة قاعدة عريضة معظمهم من الشباب وقع والله أعلم فيما يمكن تسميته الصدمة الحضارية .. ليس في مشاهدة الماديات أو التكنولوجيا ولا حتى في معنى أن نكون أغنياء ومنتجين لوقود الحضارة الغربية ثم لا نستغني عنهم حتى في علاج أطرافنا .. يصفنا الشيخ عائض القرني بأننا مجتمع غلظة وفظاظة.. جفاة في الخلق وتصحر في النفوس الجندي يمارس عمله بقسوة ويختال ببذلته على الناس .. الزوج أسد هصور على زوجته وخارج البيت نعامة .. من الزوجات العقرب تلدغ ومن المسئولين من يحمل بين جنبيه نفس النمرود. لقد سأل الشيخ هناك في باريس عن الطريق فيتوقف الفرنسي بسيارته ويخرج الخارطة ليصفها لك وأنت جالس في سيارتك .. يرفع أحد المارة مظلته على رأسك.. يؤثرك على نفسه عند دخول مستشفى أو فندق .. وطبعاً أشار في مقارنة إلى أبناء يعرب الذين إذا غضبوا لعنوا وشتموا وأقذعوا وأفحشوا.. ولم ينس الشيخ أن يسرد الأدلة على أن العيب ليس في الإسلام وإنما في المسلمين لكنه ختم بالمثل الهندي «المرعى أخضر ولكن العنز مريضة».. ( ولا تعليق...!!)