أيام قليلة وتنعقد القمة العربية الطااارئة، سيجتمع القادة العرب ليشجبوا وينددوا، ويستنكروا ويدينوا، ويتغذوا ولايخزنوا، وربما يتلاسنوا وبعدها يعودون إلى بلدانهم سالمين غانمين..!! الحديث عن القمم التي يكتب سيناريوهاتها داخل القمقم الأمريكي تعد مضيعة للوقت والجهد والمال أيضاً..؟ وبقليل من التفكير والعقلانية سنجد أن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى تكاليف القمة أكثر من حاجته إلى كلمات الشجب وأخواتها..!! ملايين الدولارات التي ستبعثر ستكون كفيلة بإشباع وإيواء آلاف الجائعين والمشردين من أبناء فلسطين. لم يعد الأمر بحاجة إلى قمم، لأن القمم في ظل هذا الطقس تكون مغطاة بالجليد، وجليد القمم (مدعمم) لايمكن إذابته؛ لذا يمكن الاستعاضة عن الاذابة بالتدفئة ولبس الأصواف..!! قضي الأمر.. ستون سنة وفلسطين محتلة مدنسة.. ونحن لانزال مختلفين هل الوجه والكفان عورة أو لا وهل تفطر القبلة في نهار رمضان أو لا؟؟ لذا أقول: والله المستعان إن فلسطين قضية أخرى.. موسمية لمن يمتلكون فكرة «تبرعوا» وفي هذه الحالة فقط يكون «البرع» واجباً ومحموداً شرعاً..! المشكلة أننا نكذب ثم نصدق كذبنا، بإمكاننا أن نطرح سؤالاً على طالب في المدرسة، عن ماهية القرارات التي ستخرج بها القمة القادمة!. سنجده يسرد تلقائياً قرارات القمة القادمة، مع تجديد الطباعة والتبديل بين الكلمات وأرقام القرارات..! مازلت أتذكر أول قمة في الألفية الجديدة.. عقدت عليها آمال وأحلام، خفقت لها القلوب شوقاً وطمعاً، تسمرت الأعين والآذان على شاشات التلفزة والراديوهات.. يومها أعفانا أبي من دخول المطبخ وإعداد وجبة الغداء.. حلمنا كعرب كثيراً وتلاشت أحلامنا مع أول كلمة في بنود قرارات القمة.. نشجب..!! وفي القمة التي تلتها على ما أتذكر تلاسن الرؤساء ألسنتهم لبعضهم كرسالة لسيدة العالم أنهم لا يخبئون في ألسنتهم كلاماً غير الذي قيل لهم أو سمح لهم بقوله !! عموماً الشعب الفلسطيني لا يعقد أي آمال وأحلام على القمة.. كما هو حال كل الشعوب العربية والإسلامية. باختصار لم يعد الأمر مجدياً، فمستحيل في ظل هذه القمم أن نحلم بفلسطين حرة..!! وماعليكم إلا أن «تتبرعوا» في المساحة المسموح بها شرعاً وقانوناً..!!؟ [email protected]