حملات مطاردة أصحاب العربيات جارية على قدم وساق تحت عنوان «من أجل عاصمة خالية من المظاهر غير الحضارية!!؟» أعتقد أننا قريباً سنتحدث عن هذه الحملة ولكن تحت عنوان «من أجل عاصمة خالية من السكان..!» إن إيجاد البدائل شرط أساسي ومهم قبل الإقدام على أي عمل من شأنه أن يضر بمصالح الناس وحياتهم واستقرارهم.. نعم الجميع متفقون على أن العربيات و«المفرشين» في أسواق العاصمة وغيرها من المدن مظهر غير حضاري، ولكن التسول وافتراش أبواب المساجد والجامعات والمتنزهات، ومد الأيدي للمارة أكثر قبحاً وتشويهاً لوجه الحضارة التي نحلم بها واقعاً معاشاً.. وبعد أن صارت الشهادات الجامعية مجرد أوراق يمكن الاحتفاظ بها حتى يفتح الله عليها يوماً ما وترشح ضمن أعجب المخطوطات الأثرية المندثرة في أرشيف الخدمة المدنية.. لم يعد أمام الجامعيين سوى طريقين لا ثالث لهما.. إما شراء عربيات أو طرابيل وافتراش شوارع المدن الرئيسة من أجل لقمة عيش «مغمسة» بالعرق.. أو مصادرة العقل «وجنان تعيش به ولا عقل يحنبك»؟ وكلاهما من المظاهر غير الحضارية ولكن في الشرع قاعدة فقهية مشهورة مفادها «إذا تعارضت مفسدتان قدمت أخفهما ضرراً» وللحكومة الموقرة أن تنظر إلى الضرر الأخف وذلك بالعودة إلى جدول الضروريات الخمس التي حفظها الشرع وبالترتيب.. إن اتخاذ القرارات العشوائية في التعامل مع قضايا الناس الحساسة والمتعلقة بحياتهم، تخل بأمن واستقرار الوطن.. العاصمة الخالية من المظاهر غير الحضارية حلم الجميع، ولكن قبل ذلك هناك حلم أجمل عنوانه «من أجل مدينة بل من أجل وطن خالٍ من الفقر خالٍ من التسول.. خالٍ من المجانين.. خالٍ من البطالة».. الوطن لا يبنى أمنه واستقراره بحملات مطاردة من يطاردون لقمة العيش النظيفة.. الوطن يبنى بحملات مطاردة الفاسدين في أي موقع كانوا.. الوطن يبنى بحملات مطاردة الفقر والحد من انتشاره.. وفي حملات المطاردات «أكشن» التي تتبناها الجهات المختصة..والتي يحبذ تسجيلها كأفلام واقعية تنافس «الأكشن» الأمريكية الخيالية.. في أي حملات قادمة يجب أن لا ننسى.. أن الجوع والفقر كفرة فجرة.. [email protected] الجمهورية