تتجه أنظار الأمة العربية باهتمام بالغ إلى مؤتمر القمة العربية العشرين الذي تقرر انعقاده في سوريا في الفترة من 29 - 30 مارس الحالي 2008م والذي شكل أهمية كبيرة ونقطة تحول رئيسة في مسيرة العمل العربي لمواجهة التحديات المعقدة والخطيرة ومجريات الأحداث الساخنة. وتقف أمام المؤتمر القادم العديد من القضايا العربية وفي مقدمتها ما يواجهه شعبنا الفلسطيني من حصار اقتصادي وسياسي يدخل في سلسلة المخططات الصهيونية لإبادة الشعب الفلسطيني وتهميش حقوقه المشروعة تحت شماعة مؤتمر أنابوليس المفلس للسلام المسكون بالانحياز الأمريكي لاسرائيل وتحويل فلسطين دولة لليهود وطمس القضية الفلسطينية وحقوق اللاجئين والأقصى الشريف. وما نريده من هذا المؤتمر هو الوقوف بعزيمة قوية واحدة موحدة وبأفكار ورؤى تتجاوز ظاهرة الخلاف والاختلاف وبوقفة تتميز عن غيرها من الوقفات السابقة بالتحدي في وجه الأخطار المحدقة بمستقبل منطقتنا العربية ومجابهة المخططات الصهيونية والاستعمارية والمشاريع الأمريكية من الشرق الأوسط الكبير إلى الجديد وفلسفة الفوضى البناءة والخلاقة تحت طبول التقسيم الطائفي العرقي المذهبي كما هو في العراقولبنان لتحقيق المصالح الأمريكية ونهب الثروات النفطية العربية فما يعيشه الشعب العراقي يدخل في سلسلة سياسة الأمركة والامتداد على مساحة الخارطة الجغرافية العربية بدءاً بالعراق إلى مناطق أخرى من الشرق الأوسط. إن أمام مؤتمر القمة العربية القادم مهمات كبيرة وجسيمة أكثر من أي وقت مضى ما يتطلب معه وفي ظله المزيد من التوافق والتقارب العربي - العربي وتنسيق وجهات النظر والقفز فوق الخلافات الثانوية مما يؤدي في الأخير إلى تعزيز التضامن العربي ومباركة الجهود المبذولة من قبل الجامعة العربية بهدف الارتقاء بالدور القيادي لهذا الإطار العربي وتجذير مسار العمل العربي وتفعيل مبادرة السلام العربية والمبادرة اليمنية حول فلسطين. وما ننتظره وتنتظره الشعوب العربية هو الخروج بقرارات مدروسة وملموسة تصب في حلول جذرية بعيدة عن الخطب والبيانات الانشائية والارتفاع إلى مستوى الجراح العربية في فلسطينوالعراق والصومال ولبنان التي لم تندمل بعد وفي مستوى المهام الراهنة والتطورات الدقيقة والحساسة التي تمر بها أمتنا العربية والإسلامية وفي ظل مواجهة ديننا الإسلامي ورسولنا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لهجمة حاقدة وظالمة لطمس هويتنا القومية العربية والحضارة الاسلامية. الكل يتطلع بفخر واعتزاز إلى هذه الكوكبة المتمترسة من الملوك والرؤساء للخروج من المؤتمر بقرارات جادة وإيجابية تؤدي إلى لملمة الصف العربي وتعزيز الصمود العربي والمقاومة الفلسطينيةوالعراقية والدعوات الهادفة إلى إعادة العراق إلى الصف العربي وخروج لبنان من النفق الحالي وتحرير الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وقيام دولة فلسطين الواحدة وعاصمتها القدس الشريف.