ليس من قبيل المبالغة أن القول بأن الرئيس/علي عبدالله صالح يؤكد يوماً بعد يوم أن العروبة تجري في دمه كجريان العقيدة الإسلامية المتموضعة في قلبه العامر بالايمان والحب لكل المؤمنين بالدين الاسلامي الحنيف عقيدة وشريعة ومنهاج حياة قولاً وفعلاً وليس مجرد كلام للمزايدة والاستهلاك. ومعنى ذلك أن موقفه القومي الاسلامي من الشعب العربي الفلسطيني المسلم يجسد في أبعاده النبيلة حرصه على حقن الدم الفلسطيني الفلسطيني من الصراع على سلطة لم تطرق بعد أبواب الحياة بين حركة فتح وحركة حماس، هذا الصراع الذي أغضب الله في السماء والانسانية المؤمنة في الأرض وهم يتابعون معطيات السلبية ليس فقط على صعيد قتل الفلسطينيين بسيف الفلسطينيين ، بل وما يتحين من فرصة للعربدة الاسرائيلية الصهيونية التي تسرف في القتل والابادة.. دون خوف من أي ردود فعل عربية أو فلسطينية موحدة توازيها في القوة وتعاكسها في الاتجاه في ظل صمت عربي واسلامي مخيف لم يسبق له مثيل في تاريخ الأمة العربية والاسلامية بمراحلها القومية والوسيطة والحديثة والمعاصرة. مبادرة الرئيس/علي عبدالله صالح فارس العرب وبأني صرح اليمن الحضاري الجديد لدعوة طرفي الصراع الفلسطيني إلى الاتفاق على حقن الدماء الفلسطينية تدل وبما لا يدع مجالاً للشك على أن أصالة معدنه العروبي اليمني يختلف عن معدن الكثير من الزعماء الذين تسمرت أقدامهم وصمتت السنتهم عن قول كلمة حق أمام سلطان جائر، وهم يعتقدون أن الحياة والموت السياسي بيد الولاياتالمتحدةالأمريكية المنحازة بالمطلق للكيان الصهيوني الذي يفرط في القتل ويسرف في استباحة كل القيم الانسانية التي تجرم الارهاب وقتل الانسان للانسان ناهيك عن ارهاب الدولة بحق مواطنين ابرياء لا ذنب لهم إلا أنهم يطالبون بحقهم في الحياة والحرية والاستقلال وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف طبقاً لقرارات الشرعية الدولية. لقد كانت المبادرة اليمنية ومضة ضوء في ليل عربي حالك السواد حال دون سماع صرخات الاستغاثة المدوية التي ترسلها النساء والأطفال والمدنيون الذين تمزق أجسادهم الآلة العسكرية الصهيونية مضافاً إليها آلة القتل الفلسطينية الفلسطينية غير المعقولة، غير المقبولة على الاطلاق وسط هذا الليل الحالك في دياجيره المظلمة وأنينه المخيف وأبى الرئيس علي عبدالله صالح إلا الاستجابة لنداء العروبة والاسلام في دعوة طرفي الصراع الفلسطيني إلى الحوار استجابة لانتمائه العروبي والاسلامي، فجاءت مبادرته اليمنية الشجاعة لتضع النقاط على الحروف وانتهت بعد جهود مضنية من العمل الدؤوب والمتواصل والنابع من حرصه على تقريب المتباعدين إلى الاقتناع ببنودها والتوقيع عليها في خطوة عروبية أكدت الحكمة القائلة: إذا احتربت يوماً فسالت دماؤها تذكرت القربى ففاضت دموعها. وذلك بتأكيد ماأكدته المحصلة العملية لتلك الجهود القومية اليمنية التي أثمرت التوقيع على اعلان صنعاء بين حركتي فتح وحماس بعد يأس أو شك أن يدمر ماتبقى من التفاؤل والأمل عند أبناء الشعب الفلسطيني الصامد والصابر على صنوف التحديات والمحن. وأكدت لأبناء الشعب الفلسطيني بشكل خاص وأبناء الأمة العربية بشكل عام وجود بقايا أمل بين زعماء هذه الأمة الأقرب إلى الاشباح الميتة منهم إلى الزعامات الحية قد يقول البعض من المتشائمين إن مصير اعلان صنعاء لن يختلف عن مصير الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في مكةالمكرمة وفي المسجد الحرام الذي ضرب به عرض الحائط بدافع الطمع في مكاسب أقرب إلى الوهمية منها إلى الواقع والحقيقة المحسوسة والملموسة. أقول ذلك وأقصد به أن التجربة تؤكد أن كل الاحتمالات فاضحة إلا أن ذلك لايعني أن التاريخ لن يسجل لفارس العرب دوره العظيم النابع من حرصه على الاستجابة لنداء العروبة والاسلام تجاه الشعب الفلسطيني المناضل الذي يستحق من العرب تعاطفاً ايجابياً ومناصرة فاعلة لهؤلاء المرابطين لأن عدم الاستجابة لحقن الدماء الفلسطينية والحفاظ على وحدة الموقف الفلسطيني ليس له أي تفسير سوى التأييد الضمني للغطرسة الاسرائيلية وماتقوم به من عربدة في القتل. أقول ذلك وأقصد به أن هذا الموقف القومي للجمهورية اليمنية تجاه الشعب الفلسطيني لايمكن النظر إليه من زاوية عدم الجدوى في فك الاشتباك الفلسطيني الفلسطيني الذي تجاوز الممكنات والحدود المقبولة للعقل والمنطق والضمير النضالي الحي. إلى مايبدو أنه من المستحيلات المستفحلة بقدر مايجب النظر إليه من زاوية عمق الروابط القومية بين أبناء الأمة العربية التي تشبه الجسد الواحد إذا اشتكى منه جزء تداعت له سائر الأجزاء بالسهر والحمى. إن الوقوف إلى جانب الشعب العربي الفلسطيني ودعوة قادمة إلى الوفاق والاتفاق يعكس في أبعاده المعاني العظيمة لتلك المشاعر والاحاسيس والروابط القومية والاسلامية العميقة وماتوجبه على زعماء الأمة من استشعار لمسئولياتهم وواجباتهم الاخوية الفاعلة في النصرة الملزمة لهذا الشعب الذي يقدم التضحيات الجزيلة في مواجهة أعتى تكالب استعماري.. هذا الشعب الصامد والصابر المناضل من أجل حقه في الحياة والحرية والاستقلال واقامة دولته المستقلة على ترابه الفلسطيني المقدس وعاصمتها القدس الشريف والتحية والتقدير لفارس العرب الرئيس/علي عبدالله صالح والنصر للشعب الفلسطيني البطل في صراعه مع جبابرة الصهيونية والخلود للشهداء الأبرار الذين تسفك دماؤهم رخيصة لفلسطين الحرة الأبية.