جرت العادة أن نكتب حول القمة العربية في موعد انعقادها الذي يصادف اليوم في دورتها العشرين وتحتضنها دمشق. جرت العادة أن نندب حظنا ونأسف لحال أمتنا ونذرف المزيد من الدمع والحبر واليأس. جرت العادة أن نغالب أنفسنا ونتحدث عن آمال عربية معلقة على سقف القمة، المعلقة هي الأخرى على سقف أدنى من التوافق العربي العربي. جرت العادة أن يشد القادة العرب أو من ينوبهم الرحال إلى عواصم مختلفة كل عام مرة في الثلاث السنوات الأخيرة على الأقل لحضور فعاليات قمة عربية جديدة. وجرت العادة أن القمة الجديدة لا تختلف عن القديمة أو الأقدم في شيء إلا من حيث تقديم أو تأخير الإدانات والتنديدات والتأكيد على التعاون العربي والأمن القومي العربي والتكامل الاقتصادي العربي. جرت العادة أن لا يجيء شيء من ذلك: لا التعاون العربي أثمر شيئاً ملموساً على الأرض.. وتزداد القطيعة بين الأقطار والعواصم والسياسات وحتى الفضائيات العربية. ولا الأمن القومي العربي غادر الخُطب والبيانات وقرارات القمم وعنى شيئاً أكثر من مجرد شعار أجوف مستهلك لا يساوي قيمة الحبر الذي يكتب به. ولا التكامل الاقتصادي بين الدول العربية تحقق أو حقق خطوة واحدة إلى الأمام.. والعرب أكثر تكاملاً مع أمريكا واليابان ودول صناعية أخرى منهم مع بعضهم البعض. جرت العادة أن بيانات وقرارات القمم العربية تُنسى بمجرد خروج القادة من الجلسة الختامية وعودة الزعماء إلى عواصمهم.. بانتظار القمة المقبلة. جرت العادة أن يلتقي القادة العرب، يتصافحون بحرارة، يتبادلون التهاني بنجاح أعمال قمتهم حتى من قبل أن تبدأ، وبعد أن تبدأ، وتقام لهم مأدبة غداء، وتؤخذ صورة جماعية.. و.. يكلف الأمين العام للجامعة بالإعداد للقمة التالية. جرت العادة أن تكون القمم العربية بلا قيمة تذكر.. وناجحة بكل تأكيد«..» شكراً لأنكم تبتسمون