ثمانون موقعاً إخبارياً يمنياً، غالبيتها العظمى ممولة حزبياً، ومع هذا مازالت الأحزاب مصرة على إطلاق المزيد منها، حتى بات متوقعاً ان يتضاعف العدد طالما هناك انتخابات قادمة..! الأحزاب تتهافت على تفريخ المواقع الإخبارية ليس ادراكاً منها بالأهمية وإنما لجهلها بعالم الصحافة الالكترونية، ولأن قياداتها لم يسبق لها ان تابعت بنفسها اداء تلك المواقع وطبيعة نتاجها الخبري أو المعرفي، حيث ان النخب السياسية اليمنية مازالت تعتز بثقافة الصحافة الورقية، ولايعجبها قراءة اخبار المواقع الا منسوخة على الورق أيضاً فكما يقول المثل: «من شب على شيء شاب عليه» ! ان المتصفح للمواقع الالكترونية يكتشف ان هناك (5-6) مواقع نشطة، ومنتجة للأخبار من بين ثمانين موقعاً ، فيما البقية ليس الا ناقلة عنها في عملية قرصنة وقحة بطريقة «السارق المبهرر». إلا ان صناع القرار في الأحزاب لم يسبق لهم الانتباه إلى أنه حتى المواقع الناطقة بلسان أحزابهم تفتقر للمراسلين في المحافظات، وأن اخبارها تتركز كلها حول مايدور بالجوار في أمانة العاصمة . لأنها تنقصها في الغالب الامكانيات المادية لتحمل تكاليف المراسلين ، وأحياناً الامانة لحسن إنفاق الموازنات المرصودة لها.. بتقديري ان هناك قصر نظر في السياسة الإعلامية للأحزاب اليمنية على اختلاف مسمياتها، وهذا القصور نابع اولاً من عدم معرفتها بأن المحافظات غارقة بالأخبار الصالحة والطالحة التي يمكن ان ينتقي منها اي حزب ماشاء مما يوافق توجهه.. وثانياً انها بتجاهل المحافظات تترجم انانيتها وعدم عدالتها تجاه شعبها وجماهيرها التي تترقب من يحمل صوتها إلى ساحة الرأي العام.. وثالثاً فإن تلك الأحزاب كان الأجدر بها بدلاً من تفريخ المواقع الإخبارية (الناسخة) ان توجه هذه الموارد المالية إلى موقع أو اثنين نشيطين ومخلصين لتوسيع دائرة تغطيتها الإعلامية ، وتطوير امكانياتها وتجهيزاتها وللارتقاء بالمستوى المعيشي للعاملين فيها بما يحفزهم على المزيد من العطاء.. هناك حقيقة يجب ان تفهمها الأحزاب هي ان المواطن العادي لن يبحث عن اي موقع اخباري مالم يأت هذا الموقع اليه، ومالم يفرض نفسه عليه.. فليس هناك من يعلم الغيب بولادة اي موقع جديد، لكن عندما يتميز هذا الوليد بخبر نوعي فإن الوسائل الاخرى تضطر إلى نقله عنه وإيصال اسمه حتى إلى قارئي الصحف الورقية. لكن في ظل الآلية التي تعمل بها معظم المواقع الإخبارية الحالية فمن المستبعد ان ينجح اي موقع اخباري في ايصال صوته إلى الساحة الشعبية في غضون عام تقريباً. لأن الموقع الإخباري ليس كالصحيفة الورقية التي يمكن التعرف عليها من خلال تواجدها على نواصي الأكشاك... وبالتالي فإنني انصح هذه الاحزاب بتوجيه مواردها إلى ماهو قائم حالياً لديها من مواقع أثبتت جدارتها وبنت صيتها لدى الجمهور ، ومن كان لديه رأي آخر فأعتقد انه إما لديه موارد مالية فائضة للتبذير أو ينتظر معجزة في عالم الصحافة الالكترونية..