المفروض أن تكون الحركة الاستيطانية قد تقلصت عقب مؤتمر «أنا بوليس» الخاص بالقضية الفلسطينية.. لكن حركة السلام الآن الإسرائيلية فضحت زيادة الأعمال الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية أضعافاً مضاعفة عقب هذا المؤتمر.. الموقف الإسرائيلي من «أنا بوليس» ليس غريباً وإنما شهادة جديدة على أن الصهاينة يواصلون الضحك على العرب والسخرية منهم منذ ستين عاماً.. ومايزال الحبل على الخناق..! الغريب هو موقف السلطة الفلسطينية التي ماتزال تراهن على شيء غير مفهوم بالرهان على أن حلاً سيهبط خلال هذا العام.. حيث يبدو أبو مازن وكأنه واثق من ذلك.. على أن رفع إيقاع الاستيطان بهذه الكيفية التي كشفتها حركة السلام في وقت المفروض فيه التوقف واستمرار الحديث عن الدولتين جعل مدير مكتب الجزيرة في فلسطين ينهي أحد تقاريره بالتساؤل هل المقصود بالدولتين دولة إسرائيلية ودولة المستوطنين..؟ يبدو الأمر كذلك. هناك من يشير إلى احتمالية وجود مفاوضات سرية ولكن ما جدوى أن تكون المفاوضات سرية أو علنية إن توارت إمكانية وجود مكان لإقامة الدولة الفلسطينية.. إن الانسجام والتناغم في عمل الحركات الفلسطينية هو الحل الوحيد الذي يقوى به الموقف الفلسطيني في ظل ارتفاع منسوب الاستيطان الإسرائيلي ومنسوب الوهم الفلسطيني والعربي.