هانحن اليوم على موعد مع الأول من ابريل ،يوم الكذب ببلاش ، نحاول فيه بقدر مانستطيع ان نتفنن بالكذب ،لا لشيء إلا لكي نميز يوم كذبنا عن بقية ايام السنة التي قضيناها بالطول والعرض ونحن نكذب على الطريقة الالمانية ..اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الآخرون. كذبة ابريل التى أطلق على يومها الانجليز يوم الحمقى والمغفلين .. عرفناها مزحة أو مقلباً بين الأصدقاء بغرض الفكاهة ينتظرها الكبار قبل الصغار كيوم احتفائي يمارسون فيه هواية الكذب بأريحية وإن كانوا قد اعتادوا عليه طوال حياتهم مع الفارق أنهم يكذبون وهم موقنون أنهم كذابون. في مصر الكذب مالوش رجلين وعندنا له رجلان ويدان وأنف وحنجرة فكل شيء «لايسبر» إلا بالكذب والمغالطات لدرجة اننا لسنا في حاجة إلى الأول من ابريل حتى نكذب على ذقون بعض ، بل نحتاج إلى يوم نكون فيه صادقين مع انفسنا أولاً ثم مع من حولنا وإذا كان للكذب جهاز يكشفه فإننا كيمنيين أعجزنا أجهزة كشف الكذب وأتلفنا أدمغتها ، وعطلنا تقنيتها العالية .. لذلك عندنا مناعة من اية جهاز فعندما نكذب نكذب بقلب من حديد.. فالتعابير التي تظهر على الوجه في حالة الكذب التي يلتقطها الجهاز لاتظهر علينا وان ظهرت لاتختلف عن تلك التعابير التي تظهر ونحن في حالة صدق وهذا ماجعلنا في حاجة إلى يوم نكون فيه صادقين ولو مرة في ال365 يوماً من ايام السنة.. اننا في زمن الكذب الطبيب فيه لايحتاج إلى ابريل عندما يشخص الآلام في بطن مريض بأنها حالة ميؤوس منها وتحتاج إلى عملية ازالة الدودة الزائدة أو استئصال ورم خبيث.. والمقاوتة لايحتاجون إلى ابريل حتى يكذبوا على الموالعة ويشلّحوهم مافي جيوبهم بعد ان يطلقوا أيماناً مغلظة تقشعر لها الابدان. والزوج لايحتاج إلى ابريل حتى يخون زوجته مادام الكذب يرضي غرور «المدام» ويظهر لها بأنه ملاك بشري.. وكذا التاجر والمعلم والمدرس الجامعي والمسئول كلهم لايحتاجون إلى ابريل مادام لديهم متسع من الايام يكذبون على عباد الله فيها وعباد الله يكذبون عليهم.. وبحسب التوصيف الإنجليزي: فإن يوم الأول من إبريل عندهم هو يوم الحمقى والمغفلين .. فما بالكم بالذي يعتبر حياته كلها الأول من إبريل ؟!. أما نحن فلا نحتاج إلى يوم في ابريل لممارسة طقوس الكذب فأيام السنة كلها عند العرب ابريل.