ليس هناك أكبر ولا أوسع من صدر فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح.. وليس هناك أبلغ ولا أعظم من مواقفه التي يعلو بها فوق كل الصغائر.. هذا الرجل يقدم لنا دروساً بالغة في التسامح والسمو.. ويهدي الوطن والمواطن والتاريخ في كثير من الأوقات والمراحل الصعبة العديد من المواقف العظيمة التي تؤكد نهجه الديمقراطي وحرصه على إرساء ثقافة المحبة بين أبناء الوطن قيادة وشعباً بعيداً عن أية رؤى ضيقة أو مصالح شخصية.. أو تنافسات حزبية. يكفينا أنه الوحيد الذي فتح أبواب الديمقراطية على مصراعيها.. ومازال إلى اليوم يعزز النهج الديمقراطي بالكثير من المبادرات والممارسات التي تؤكد قناعته الكاملة بأهمية أن يتنفس الجميع من هوائها وأن يكون للمسؤول والمواطن والرجل والمرأة الحق في أن يقولوا ما يشاؤون، ويتحدثون بما يريدون، ويعملون بما يقتنعون، ويختارون من يرونه مناسباً. وبالرغم أن هناك من استخدم الديمقراطية في غير محلها، وجعلها وسيلة لتنفيد مآرب خبيثة وجسر عبور للوصول إلى أهداف مشبوهة ومكشوفة، وقابل التسامح بالنكران والجحود.. إلا أن فخامة رئيس الجمهورية يمضي بأكثر إصرار لتجسيد كل معاني الديمقراطية الحقة وفتح الفضاءات الواسعة لحرية الرأي والكلمة، وكما عهدناه يكبر فوق كل الأحقاد والسموم والمؤامرات بالمزيد من الصبر والحلم والتجاوز والتسامح. مع كل هذا مازالت النفوس المريضة تبث سمومها وأمراضها على الوطن والمواطن.. ومازال حفنة من المأجورين يعيثون فساداً في الأرض الطيبة بلا ضمير.. وبلا وازع ٍديني أو وطني وكأنهم وجدوا ليكونوا أداة لغيرهم وعبدة للدينار والدولار ولمن يوجهونهم للإضرار بالأمن والأمان وإحداث القلاقل وتشطيرالنفوس. أولئك النفر لم ينفع معهم التسامح، ولم يجد فيهم مقابلة الإساءة بالإحسان، ولم يكونوا عند مستوى الديمقراطية؛ لذلك وجدناهم يزدادون سوءاً في أعمالهم وتعاملاتهم ولا يجدون حرجاً ولا مانعاً في ممارسة أبشع الجرائم مع الوطن والمواطن وصولاً إلى ما يخططون له بتحويل يمن الحكمة والإيمان إلى ساحة للاقتتال والصراعات المناطقية والاضطرابات بما ينذر بكارثة كبيرة يزداد الحال بها سوءاً ونصبح معرضين لمخاطر البحث عن الأمان ولقمة العيش الهانئة والحرية في التعبير بصورة طبق الأصل لما كان يحدث في أيام تسلطهم وجبروتهم ومصادرتهم لخيرات الوطن من الثروات والأموال وانتهاكهم لكل قيم الإنسانية بالمجازر الدموية وبما عُرف عنهم من بطش وسحل. نحن أمام مسئولية وطنية عظيمة يجب أن نكون فيها أداة الانتصار للوطن والثوابت الوطنية ولكل قيم الخير والحب والتسامح وللأهداف النبيلة والطموحات الكبيرة التي تعزز من مسيرة البناء والنهضة والحداث وتحفظ لنا وطننا من كيد الكائدين وتدبير المدبرين. لم يعد هناك متسع في فضاء الصبر أمام ثقافة الكراهية التي ينشرها القلة من المأزومين، وعلينا أن نستأصل خبثهم، وأن نقف لمآربهم التمزيقية بالمرصاد. ولا أظن أن من الحلم أو الحكمة أن ندير ظهورنا لقلة قليلة تنشر الأحقاد والضغائن، وتشطر النفوس تحت غطاء إعلامي موجه لبعض صحف تقتات من إثارة النعرات وتصعيد الخطاب التشطيري. جميعنا أخوة .. الوطن يجمعنا.. والحب يلفنا .. والتسامح يطوي أي خلاف بيننا.. ومن يثيرون الزوابع ويطبخون الأزمات .. ويتقاضون ثمن اللغة التشطيرية ليس لهم مكان بيننا .. ولا قيمة ولا احترام .. ويومهم مشهود من قبل ومن بعد .. ومكانهم مزبلة التاريخ!!.