أسدل مجلس النواب يوم أمس الستار على مشروع قانون تعديل بعض مواد قانون السلطة المحلية الرامي إلى تحديث نظام الحكم المحلي والارتقاء به وخصوصاً فيما يتعلق بعملية انتخاب المحافظين الذي سيمثل فعلاً قفزة نوعية هامة في مسيرة تحديث نظام اللامركزية المالية والإدارية والارتقاء به نحو آفاق رحبة تمنح خلالها صلاحيات أوسع وأشمل لممثلي السلطة المحلية والمجالس المحلية في مختلف الوحدات الإدارية في المحافظات والمديريات. ولعل من البديهي القول: إنه وبعد إقرار مشروع التعديلات الآنف الذكر بأغلبية ساحقة بات من الأهمية بمكان أن تضطلع كل القوى السياسية في الساحة اليمنية بدورها الجاد والمسئول تجاه تحقيق الأهداف المنشودة والغايات المأمولة في سبيل ترسيخ التجربة الديمقراطية الرائدة لتنمية نظام المحليات، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على الدفع بعجلة التنمية إلى الأمام والرقي بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين وبالأخص مشاريع البنى التحتية وتذليل الصعوبات التي قد تقف حجر عثرة أمام تنفيذ بعض المشاريع أو المعاملات التي يحتاجها المواطن اليمني اليوم. قطعاً إن انتخابات المحافظين التي سيصادف موعدها يوم ال 27 من الشهر الجاري لم يأت تصويت البرلمان على تعديل بعض مواد قانون المحليات المتعلق بها جزافاً!! وإنما جاء يؤيد موقف القيادة السياسية (وبالأغلبية) الهادف إلى توسيع المشاركة ومنح الصلاحيات الواسعة لأجهزة الحكم المحلي وممثلي المجالس المحلية حتى يمارسوا مهامهم بكفاءة واقتدار تؤهلهم لخدمة الفرد والمجتمع في شتى المجالات وبصورة أفضل وهو المسار الصحيح الذي ستليه خطوة انتخاب مديري المديريات وخطوات أخرى تعزز من دور أجهزتنا المحلية في ممارسة الأدوار المناطة بها بمسئولية وحزم وفي ظل صلاحيات تخول لها تحقيق مراميها التنموية المختلفة. وفي إطار هذه المساعي الحثيثة والصور الديمقراطية التي تتجسد هذه المرة في استحقاق ديمقراطي سيثبت دعائم نظام اللامركزية الذي لطالما انتظرنا اكتمال بنيته كثيراً فإنه يتحتم على العقلاء في اللقاء المشترك أن يعودوا إلى الصواب ويندرجوا في المشاركة في هذا الحدث الهام وألا يبتعدوا وينأوا عنه كما فعلوا في مواقف مماثلة عديدة وفشلوا فيها. فالوطن اليوم مثلما أنه بأمس الحاجة لكافة الجهود وتضافرها نحو البناء والتنمية وترسيخ جذور الديمقراطية والمضي بها نحو التطوير هو أيضاً غني عن أبواق النشاز التي ليس لها إلا الصياح وليس بمقدورها أن تمسك بمعاول البناء وتشارك أبناء الوطن أفراحه وانتصاراته.