بعد أن صوّت مجلس النواب بالأغلبية على مشروع انتخاب المحافظين فإن الفترة القادمة هي محط اهتمام الجميع لإنجاز هذا التحول الحضاري الديمقراطي. وبذلك تكون اليمن في مقدمة دول المنطقة للأخذ بمبدأ انتخاب المحافظين، وهو ما يؤكد القول بأن اليمن يسير في الطريق الصحيح. ومع أن هذه الخطوة تركت ارتياحاً عارماً في الداخل والخارج إلا أن بعض القوى السياسية في أحزاب «المشترك» لم ترتقِ إلى مستوى المسئولية، ونظرت إلى المسألة من منظارها الحزبي الضيق، مع أن هذه الخطوة كانت في مقدمة اهتمامات قيادات هذه الأحزاب خلال الفترة المنصرمة، ولكن لما كان الرئيس والحزب الحاكم هو صاحب المبادرة فإن موقف المعارضة قد أخذ هذا المنحى السلبي في المماحكات السياسية. إن ما يهم المواطن هو حصوله على صلاحيات المشاركة الواسعة والفعلية في حكم نفسه بنفسه من خلال الحكم المحلي الذي يمثل انتخاب المحافظين خطوة مهمة في إطار صلاحيات الحكم المحلي الكامل. وإذا كان رئيس الجمهورية قد سارع في اتخاذ الخطوات العملية لتنفيذ برنامجه الانتخابي فإن على كافة القوى السياسية التعامل مع هذه الخطوات بمسئولية تتلاشى فيها مصالحهم الذاتية والحزبية الضيقة وينظرون إلى مصالح الوطن والشعب، فذلك أبقى من كل شيء.