قرار انتخاب المحافظين، والتعديلات في قانون السلطة المحلية، وكذا تسمية اللجان، وإعلان الدعوة للهيئة الناخبة لانتخاب المحافظين في ال17من مايو2008م جميع هذه الأعمال والعمليات تمت في زمن قياسي إلى حد تمنى البعض أن تسير الأمور جميعها في بلادنا بهذه السرعة، وفي كل أجهزة الدولة.. لأن مثل هذه السرعة سوف تساعدنا على النقلات السريعة في التخلص من مشاكل الوطن والتنمية، وفي التحولات الرامية لبناء الدولة الحديثة والعصرية سياسياً وإدارياً واقتصادياً واجتماعياً. ماعلينا.. نعود إلى موضوع عنوان العمود.. ففي كل انتخابات«نيابية، محلية، ورئاسية» تحصل كما يقول الأشقاء المصريون«هيصه» ويتجرأ على الترشيح كثيرون مع علمهم عدم أهليتهم للترشيح.. ولا أقصد هنا مرشحي الأحزاب ولكن أولئك الذين يسمون بالمرشحين المستقلين.. صحيح أن القانون لايمنعهم، وأن ال«هيصه» كما قلت«هيصه» إنما هي «هيصه» قانونية.. وفقاً لقانون الانتخابات. المستقلون غالباً ما يكونون من «طالبي الله» ويرون في ذلك فرصة ثمينة لاتتكرر سوى كل دورة انتخابية، ولازم يستغلوا هذه الفرصة ل«تحويش» ماقسم الله، أحسن من «الفرغة» الاكتفاء بمشاهدة المولد والمشاركة فيه.. والخروج منه ب«خفي حنين» أو بلا«حمص» وكل واحد هو «ورزقه» فمنهم من يصادفوا مرشحين أسخياء فيكرمهم بسخاء ومنهم من يصادف مرشحين يدهم مغلولة، وتمتد بالقليل.. وهكذا تكون الحصيلة حسب سخاء وكرم، أو شح وبخل المرشح. كثيرون من المرشحين المستقلين.. ليسوا صحيحاً مستقلين.. بل ينتمون إلى أحزاب.. ويفترض أن أي متقدم للترشيح في أية انتخابات كمستقل أن يقدم مايثبت أنه فعلاً مستقل، أو استقال من حزبه، وقبول الاستقالة من قبل الحزب الذي ينتمي إليه وهذه ستقلل من «الهيصه».. أيضاً كثير من المرشحين المستقلين يقدمون على الترشيح وهم ينتمون إلى أحزابهم وبعلم وتوجيه من أحزابهم لتشتيت الأصوات على المرشح الخصم وضمان النجاح لمرشحهم، وهذه تتم وفقاً لإحصاءات دقيقة للهيئة الناخبة وكم لديهم من أصوات الهيئة الناخبة وكم للخصم، وحسب إمكانية من عدم إمكانية تشتيت أصوات الخصم أو حرصاً على عدم ذهاب صوت الناخب المستقل للخصم«المنافس» وكسبه لمرشحهم إن أمكن أو ضمان حياده وذهابه للمرشح المستقل.. أو قديكون المرشح المستقل نكاية بحزبه وانتقاماً منه لخلاف ما. لذا لابد من ضوابط تحقق من هذه «الهيصه» التي تحصل.. لأن فيها أيضاً ابتزازاً للمرشحين.. كما أنها ظاهرة تعكس الاستهتار.. ولابد من يحد منها.