الله يسامح جاري مجاهد المسوري.. فلقد أصر على أن يخطف زميلنا المصور عبدالعزيز عمر وأنا فوق الهايلوكس إلى شمال العاصمة صنعاء عقب صلاة الظهر. كان مجاهد وهو يختطف اثنين من جيرانه من المسجد مخطوفاً هو الآخر بالسؤال: كيف يتم تربية «النحل» على ضفاف حركة المجاري المكشوفة.. أي حديث عن العسل والنوب في مثل تلك المشاهد!؟. هناك.. في المنطقة التي تستقبل المياه السوداء تقوم ماكينات صغيرة بضخ السيل الأسود وتصبه في مزروعات الطماطم والملفوف والفرسك.. كان واضحاً اكتساب التربة لوناً غريباً.. السواد الذي تتصاعد منه روائح غير مقبولة على أي حال.. هناك.. وقعت على أم رأسي سكينة الدهشة حول إصرار الأطباء على توعيتنا بألا نتوقف عن أكل الخضار.. لم أشأ أن أستعجل لكن عندي أسئلة: ماهو رأي أهل البيئة والصحة والزراعة في خضروات وفواكه تسقى على ذلك النحو..؟ هل الأمر يعني أصحاب الشأن ولو من بعيد.. هل يمكن اعتبار الأمر مجرد استخدام أسمدة عضوية أم أنه ينطوي على مخاطر غمر مزروعات بمخلفات بشر ومستشفيات ومحلات زيوت.. صحيح أن المنطقة محدودة لكن هذا لا يكفي التمني بأن يكون لهذه التساؤلات مايسمى «صدى» ولكن كيف يكون هناك صدى وسط شعوري بأنني بدون صوت!؟.