يعد وادي موزع من أحد أودية اليمن المشهورة والذي يمتاز بخصوبة تربته وجودة ووفرة إنتاجيته للعديد من المحاصيل الزراعية، ودقة تنظيم قنوات ريه المعروفة “بالشروج” أو السواقي المتعددة والمتصلة بالمصدر الرئيسي لجريان مياه السيول فيما يعرف “بالجلة”ومن بديع تنظيمه أن تلك القنوات المتعددة تم توظيفها بطريقة دقيقة وفق تقسيمات متعددة واختصاصات محددة حيث إن كل (شريج) أو قناة ري تجلب المياه إلى مجموعة أراض تختص بها ولا تتعداها إلى غيرها وهكذا تفنن المزارعون منذ القدم في تنظيم سقي الوادي من مياه السيول فالمجرى الرئيسي للسيول “الجلّة” تتوزع المياه القادمة فيه في القنوات المتصلة بها “الشروج” وكل شريج حددت له مجموعة أراضٍ يوصل المياه إليها ولهذا يطلق عليه المزارعون المحليون بالأب بالنظر إلى الأراضي التابعة له والمختص بإمدادها بالمياه كما تتفرع من هذه الشروج أيضاً قنوات فرعية أصغر فأصغر تختص بسقي بضعة أحوال زراعية وكأنها الشرايين المغذية للجسد الواحد.الوادي المعطاء ومما يميزه من جهة ثانية أنه الوادي الذي لا ينقطع عطاؤه طوال العام فعلى مدى أربعة فصول أو مواسم زراعية خلال السنة بحسب المصطلح الزراعي ينتج في كل منها أنواع عدة من المحاصيل الزراعية والتي تختلف باختلاف المواسم الملائمة لزراعة كل منها. وأهم المحاصيل التي يشتهر بها وادي موزع الذرة بأنواعها كالبيني، والغرب، والدخن والجبلية، والذرة الشامية “الهند” والحبحب، والبطيخ، والبصل بأنواعه الأبيض والأحمر والبلدي، كما يزرع أيضاً السمسم (الجلجل) والطماطم، والبسباس، والباميا. ولكي نستوضح تفاصيل أكثر عن مواسم الإنتاج الزراعية بوادي موزع والمحاصيل المرتبطة بها وكذا أهم العوائق والاحتياجات ..التقينا الأخ عبدالله حيدر علي من أصحاب المزارع بوادي موزع وهو ذو الخبرة الزراعية بالمواسم الزراعية وما يرتبط بها من محاصيل زراعية متنوعة وقد ابتدأ حديثه بقوله: مواسم ومزروعات المواسم الزراعية تبدأ أولاً من (فصل أيلول) ويزرع في هذا الموسم البصل بنوعيه الأبيض والأحمر، كما يزرع من الذرة ما نسميه (البيني) وهو النوع الأبيض من الحبوب إضافة إلى الشمام (نوع من البطيخ) وأيضاً الطماطم والبسباس. فصل كانون وثانياً فصل كانون ويزرع فيه الشمام والحبحب ونوعا الذرة البيضاء والغرب وأما في فصل حزيران فنزرع الحبحب أيضاً ثم تبدأ مواسم “السِفاحة” بكسر السين وهو بذر بذور البصل في التربة تمهيداً لنمائها ثم غرسها في وقت لاحق. .. لمحصول البصل مراحل هل لكم أن تحدثونا عنها ومقدار ما يزرع منه؟ نعم تبدأ زراعة البصل أولاً بمرحلة “السفاحة”بكسر السين وهي بذر بذور البصل في الأحواض الزراعية المعدة لبذره فيها ..ثم عندما تصبح الغرسات جاهزة تبدأ مرحلة “الغراس” في الأحوال الزراعية والتي هيئت أيضاً لتغريسه فيها تم تلي ذلك مرحلة السقي الدوري والتنظيف من الحشائش ويستمر تعاهد هذه الغرسات فترة ما بين 45 أشهر حتى يكتمل صلاحها وتجهز للجني. تدفق إنتاجي كبير .. وما تقديركم لكميات البصل المنتجة أيام الجني (الحصاد)؟ محصول البصل ينتج من وادي موزع بكميات كبيرة حيث يغطي معظم محافظات الجمهورية كما يصدر إلى المملكة العربية السعودية بواقع من 1020شاحنة كبيرة يومياً، وذلك لا شك يعود بفائدة اقتصادية على الوطن. صعوبات يواجهها المزارعون وعن أبرز المشاكل والصعوبات التي يواجهها المزارعون في المديرية يقول: في وسط الموسم نواجه صعوبات في الحصول على مادة الديزل ، خاصة من المحطات القريبة وفي ذروة الاحتياج له للحفاظ على مزروعاتنا؛ مما يجعلنا نضطر إلى ملاحقته من مكان إلى آخر. آفة العُسال: وهي آفة زراعية تصيب محصول البصل ولا يوجد مبيد محدد وملائم لهذه الآفة حيث نجد سموماً عديدة تباع في الأسواق ونضطر إلى شراء مجاميع منها لعدم معرفتنا للتوعية الملائمة ؛ مما يجعلنا ننفق مبالغ طائلة. انجراف التربة عدم وجود حواجز لحماية الأراضي من الانجراف الذي تتعرض له ؛ نتيجة السيول وبذلك فمعظم أراضي الوادي مهددة بخطر الانجراف ؛نتيجة لعدم وجود الحواجز المائية أو السدود اللازمة لحماية أراضي الوادي من انجراف تربته وخاصة على جانبي “الجلة” أو مجرى السيل الرئيسي للوادي. البصل والجفاف وعن تأثير زراعة البصل وما يتطلبه من مياه كثيرة على مخزون المياه يقول: أنا برأيي أن الجفاف وقلة المياه ناتج عن قلة السيول والأمطار..وعن إمكانية استخدام المزارعين لوسائل ري حديثة في السقي يقول: المزارعون لايستطيعون أن يوفروا وسائل حديثة للري والذي يحصلون عليه من الحصاد بالكاد يغطي النفقات الزراعية. الاحتياجات وعن أهم المطالب الزراعية لوادي موزع يقول: نطالب بتوفير الديزل والسموم المناسبة لآفة العسال التي تصيب محصول البصل وأيضاً إنشاء السدود الضرورية والتي تحمي الأراضي من انجراف التربة. وختاماً ذلكم هو وادي موزع المعطاء بتنوع خيراته وباستمرارية إنتاجيته للعديد من المحاصيل الزراعية على مدار العام. وذلك على الرغم من الصعوبات التي تعترض سير النشاط الزراعي خاصة ..وكذا الاحتياجات الأساسية لأراضي الوادي عامة، وعلى الأخص منها الحاجة إلى إنشاء السدود أو الحواجز الحامية لأراضي الوادي من انجراف تربته خاصة تلك الانجرافات المشاهدة على امتداد الوادي بمحاذاة “الجلة” ممر السيل الرئيسي والتي تنحت المياه في الأراضي الطينية على جانبي مجرى السيول. ولا شك أن تلك التصدعات والنحوت المستمرة ستؤثر سلباً على أراضي الوادي من خلال الزحف وتوالي الانجراف لتطال معظم أراضي الوادي الخير والذي يحتاج فعلاً إلى المحافظة عليه ونريد اهتماماً ليتواصل عطاؤه الرافد للوطن بمختلف المنتوجات الزراعية المتواصلة على مدار العام.
