المواطنون سعداء بمحافظ تعز الجديد؛ لأنه أمر بفتح الماء مرة في الاسبوع، فالماء لا يأتي إلا بعد شهر، وطبعاً ليس هذا حلاً للمشكل، فمدينة تعز تستهلك مئات الألوف من اللترات يومياً، ولا توجد تغذية للآبار. وكثير من هذه الآبار قد تعرضت للنضوب والجفاف بسبب نزح مياهها للقات الذي أصاب اليمنيين بالسرطان والفشل الكلوي وسوء الأخلاق، وتسبب في حالات طلاق كثيرة، وعقوق آباء وأمهات. ليس من مصلحة تعز أن تضخ الآبار يومياً أو حتى اسبوعياً، فمن أين سيشربون إن نضب ما بقي من آبار؟!!. لابد أن نتصرف بسرعة لمواجهة كارثة العطش في تعزوصنعاء، وهما المدينتان اللتان تذهب الإحصاءات إلى أنهما معرضتان للزوال بسبب جفاف قابل. وكانت بعض التقديرات الهندسية تشير إلى أن صنعاء بإمكانها أن تشرب من مأرب؛ بينما تشرب تعز من المخا، وهذا أمر لم يعد معجزاً، فالعلم الحديث كفيل بأن يوصل الماء من السهل إلى الجبل، وأن يرد السيل طلوعاً - كما يقول المثل اليمني!!. وبينما تستعد الدولة والمجالس المحلية للتفكير في أمر حيوي على هذا النحو، فإن بالإمكان وضع ترتيبات من قبل الحكومة كمعاقبة حفر الآبار إلا بإذن من الدولة، وكعمل برنامج معقول لتوزيع المياه، يحقق الكفاية الضرورية بمعيار من العدل، وكمنع سقاية القات بماء الشرب. وبالإمكان أن تستمر الحكومة بتنفيذ برنامج الرئىس فتكمل إنجاز السدود بتدخل من المجالس المحلية ومشاركة الدولة وتقديم برامج إعلامية لتوعية الأسر بضرورة الحفاظ على المياه وعدم الإسراف في الموجود منها، والتقنين الصارم لأصحاب مغاسل السيارات والمتنزهات والبساتين.. وهكذا. شعبية المحافظ لن تأتي بإطلاق حنفيات المياه؛ ولكن بضخ المياه إلى هذه الحنفيات، ستكون ذكرى تاريخية حافلة بالتقدير لو أن المحافظ الصوفي استطاع أن يحل مشكلة المياه لأبناء تعز؛ ولديه من الحسم والرؤية والقدرة على اتخاذ القرار ما يمكّنه من ذلك.