ظاهرة سرقة السيارات في عموم المحافظات حدّث ولا حرج! هذه الأيام أصبحت موضة «الطفارى» من المحببين والمحشيين.. هؤلاء بعد ما «يدق» الواحد منهم شريط «ديزبام» من أطرف صيدلية، أو يلف سيجارة حشيش في ركن شارع أو زقاق حارة، فيُخيل له أن كل السيارات «بتاع أبوه»!حتى بيوت خلق الله لاتسلم منهم ولا من مشاقراتهم، فالطريقة التي تتم بها السرقة تؤكد أن الذين يقومون بهذه الجرائم هم أشخاص «مسطولي آخر الليل».. يسرقون وهم خارج نطاق التغطية وإلا كيف يمكن أن نفسر: سارق يظل أكثر من خمس دقائق «يحمي» السيارة قبل قيادتها إلى مكان مجهول كما حدث لسيارة والدي، لنكتشف بعد طول عناء من البحث أنها مركونة جوار قسم شرطة «عصيفرة» وهات يا تشليح! وآخرون من «المساطيل» هواة السياحة تجدهم يتجهون بالسيارة المسروقة إلى أقرب محافظة للتنزه، وما أن يصحوا من «السطلة» تجدهم يتركون السيارة خلفهم ويعودون إلى محافظتهم بأقرب بيجو. إن المتسكعين في أنصاف الليالي وحتى مطلع الفجر لايمكن بأي حال من الأحوال أن نبرئهم من تهمة اللصوصية والسرقات التي تحدث هنا أو هناك، فهل يعقل أن يظل انسان محترم وابن ناس طوال الليل خارج منزله، إلا إذا كان في خروجه «إنّه». والمصيبة أننا قد نجد في حاراتنا من يتخذ من ركن منزل من منازل عباد الله مقيلاً ولا مقيل خمسة نجوم أو «غرزة» يتعاطى فيها الحشيش أو «الديزبام»، وللأسف تجدنا نحن سكان الحارات ومعنا عقالها لانعير الموضوع أي اهتمام، فمن منا يجرؤ أن يخاطب «محبّب» وصل مرحلة من الشعور أنه امتلك الحارة ومن عليها، وفي هذا الموقف فلا نقدر على شيء سوى أن نبلع ألسنتنا ونبقيها في «حلاقيمنا» مادامت سيارات النجدة وهي تجوب الشوارع تتبادل مع هؤلاء التحية والسلام. سرقة السيارات «لسه» في بدايتها ويمكن وضع حل لهذه الظاهرة إذا مانوينا وذلك بتفعيل دور عقال الحارات وكذا سيارات النجدة حتى لاتتحول إلى مقايل متنقلة والسرق يمرّون من أمامها.. ومن أمام النقاط العسكرية والأمنية. نتمنى أن توقف السيارات «الصح» في الوقت الصحيح، وفوق ذلك نتمنى أن توضع محلات التشليح تحت الرقابة المشددة وتفرض عليهم وضع قائمة تحدد مصدر مشترياتهم حتى نقطع الطريق أمام المشلحين من لصوص الليل.