بدأ في مقر الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي بجدة اليوم الاجتماع الموسع للجنة التنفيذية على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء بالمنظمة، لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وقد افتتح الأمين العام للمنظمة، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي، الاجتماع بكلمة دعا فيها إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة والسماح للإمدادات الطبية والإنسانية بالدخول إلى القطاع من المعابر كافة. وقال أوغلي " اننا نجتمع اليوم في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي استباح كل المحرمات وبلغ مستويات شديدة الخطورة أودت بحياة مئات الأبرياء من المدنيين ومن ضمنهم أطفال ونساء وشيوخ، وخلَّف آلاف الجرحى وتدميرا هائلا في المرافق المدنية والبنى التحتية وأدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية جرّاء كثافة الاعتداءات وصعوبة وصول مواد الإغاثة ". ووصف أوغلي هذه المأساة متواصلة الفصول في قطاع غزة بأنها انتهاك لكل القيم الإنسانية واعتداء صارخ على حياة الإنسان وحقه في الحياة الذي كفلته الشرائع كافة. وشدد على أن هذه المأساة تستوجب تحركا إسلاميا سريعا جادا وفاعلا لوقفها وانقاذ الشعب الفلسطيني من آثارها.. داعيا الى عدم ادخار جهد لوقف نزيف دماء شعب فلسطين الأعزل الذي اغتصبت حقوقه وشرد في أصقاع الدنيا وعزل وحرم من حريته وحقوقه الأساسية. وأكد أن الزعامات السياسية في فلسطين والعالم الإسلامي على حد سواء أمامها مسؤولية تاريخية في هذه اللحظة الدقيقة من حاضرنا.. وقال ان شعوب العالم الإسلامي تنتظر منا جميعاً مواقف واضحة تعبّر عن إرادة الأمة الإسلامية وتضامنها مع شعب فلسطين في هذه المحنة. وأعرب عن ثقته بأن الأمة الإسلامية التي استطاعت في أحلك فترات تاريخها أن تخرج بحلول لتجاوز أصعب الأزمات يمكنها أن تنهض مجددا من كبوتها وأن تخرج من محنتها الحالية معززة ومرفوعة الرأس. وقال الأمين العام للمنظمة الاسلامية " لقد آن الاوان لحشد كل الدعم اللازم لتوفير الاحتياجات الإنسانية الضرورية لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وحانت اللحظة التي يجب علينا جميعاً أن ننفذ فيها ما اتخذ من قرارات لدعم صمود الشعب الفلسطيني إضافة إلى ما يحتاجه الوضع الراهن من قرارات وتدابير جديدة لوقف هذه المأساة الإنسانية غير المسبوقة " . وأضاف " يأتي اجتماعنا اليوم عقب الاجتماع الذي عقد قبل يومين على مستوى السفراء وتم خلاله طرح العديد من التدابير والخطوات التي يمكن اتخاذها على مختلف المستويات من أجل وقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني . ودعا دول المنظمة الأعضاء في مجلس الأمن الدولي " تركيا والجماهيرية الليبية وأوغندا وبوركينا فاسو" إلى بذل كل جهد مخلص من أجل أن يتخذ مجلس الأمن قرارا عاجلا وملزما لإنهاء العدوان الإسرائيلي ووقف فوري وشامل لإطلاق النار. وقال انه " في حال فشل مجلس الأمن في النهوض بمسؤولياته فإننا ندعو جميع الدول الأعضاء في منظمتنا الى أن تتحد دعما للدعوة لعقد اجتماع للجمعية العامة في إطار "الاتحاد من أجل السلام"، وذلك بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى في الأممالمتحدة ". وأكد أوغلي أنه أمام حجم المأساة الإنسانية التي يكابدها المدنيون الفلسطينيون في قطاع غزة والتي وصلت إلى حد الكارثة أدعو هذا الاجتماع إلى القيام بعمل إنساني عاجل ومتكامل تحت مظلة منظمة المؤتمر الإسلامي حتى نستطيع أن نوفر لضحايا العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة ما يحتاجونه من إغاثة إنسانية عاجلة في المجالات كافة وذلك أضعف الإيمان ". وطالب بضرورة تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تشكل حصناً منيعاً أمام المتربصين بالشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.. ودعا الى ضرورة أن يكون لمِ الشمل الفلسطيني على رأس أولويات القوى الفلسطينية كافة و إنهاء حالة التشرذم وتفرق الكلمة التي تبيح للأعداء النفاذ إلى أغراضهم وتسمح لهم باستغلال هذه الخلافات لتحقيق أهدافهم ومآربهم . وفيما يتعلق الصومال قال أوغلي ان الصومال مثل فلسطين دولة مؤسسة بمنظمتنا بمفترق طرق خطير وتحتاج لدعم متواصل من المنظمة.. واصفا الوضع السياسي والإنساني فيها بأنه خطير وحرج.. ودعا الى انهاء حالة الانقسام في الصومال حتى يعود كما كان .