لايزال اسم المفكر المسلم العالمي «هارون يحيى» أو «عدنان أوكطار» يتصدر قائمة المبادرات الاسلامية الجادة بالانفتاح على العقل والثقافة الغربيين وتجسير الهوة الحضارية والمعرفية الفاصلة بين عالمين وحضارتين وقارتين.. .. يخوض هارون يحيى غمار التقريب المعرفي والفلسفي بين العقلين، الإسلامي والغربي، عن طريق المقاربة الفكرية الأشد وعورة والأكثر خصوصية وتعلقاً بأصليات الوجود الإنساني، والمهمة الاستخلافية المناطة بالإنسان على صفحات أمكنة وأزمة كتاب العالم ورواية «الحضور الواحد/الكثير، في مطلق الدهر». ويعيد «يحيى» التواصل ومحاورة الروح والعقلية الغربية بحكمة القرآن الكريم وقيم المحبة والإيمان. .. يتفرد المنهج الحواري والتواصلي الذي صاغه ويسير عليه المفكر التركي المسلم لظاهرة الإنسانية الناظمة لأفراد الأسرة العالمية في سلك من الواحدية النهائية، المعنية بالحث والتأكيد على عائلية جامعة لصنوف الأمم والبشر مهما تباعدت اللغات والملل والنحل، وفي ذلك فهو أعدى أعداء «الداروينية» نكران الخلق والمعاد والصهيونية والماسونية. .. «لا يجد هارون يحيى» صعوبة أو مشقة تمنعه التسرب إلى جذر العقل الثقافي الغربي، في بنيته الفلسفية.. مجتهداً باقتدار وتمكن في محاكمة واحدة من أهم وأصعب وأخطر النظريات الفلسفية التي شكلت، وأعادت تشكيل العقل الأوروبي والغربي مراراً بطريقة أوصلته والحضارة المادية المعاصرة إلى خصومة مع مسلمات وأصليات كبرى للوجود والإنسان والمصير. .. تحمّل «يحيى» وهو خريج الفنون الجميلة من جامعة «المعمار سنان» في تركيا مهمة التصدي الحازم لمفاسد وحيل وسحر «الداروينية» أو نظرية «النشوء والارتقاء» لعالم الأحياء الانجليزي «تشارلز داروين» «1809 1882» والذي ضمن نظريته الأشهر والأخطر في كتابيه الشهيرين «أصل الأنواع، وسلالة الإنسان». .. اعتماداً على نقد وتعرية وتقويض نظرية التطور الطبيعي تلك، تسرب هارون يحيى شيئاً فشيئاً بسلاسة وحكمة وحنكة روحية مقتدرة، إلى المجتمع الثقافي والأوساط المعرفية والفلسفية والشعبية في قارتي أوروبا وأمريكا، وصار يحظى بصيت وسمعة كمفكر وفيلسوف مسلم يقدم أنموذجاً فارقاً لحضارة إسلامية تخاطب العالم بالحب والإيمان. ويفعل ذلك من خلال مؤلفات أصيلة جاوز عددها «190» كتاباً مترجماً إلى أكثر من 14 لغة حية في العالم. شكراً لأنكم تبتسمون