سؤال يحتل اليوم مكانة في وسائط الإعلام والقنوات الفضائية والدوائر الإعلامية العالمية والعربية.. لما تحتله هذه القضية من مهمة استراتيجية على صعيد الشرق الأوسط ومنطقة الخليج وإسرائيل وما يمكن أن تحدثه الواقعة من قنابل موقوتة تقيم الدنيا ولاتقعدها. الباحث د.عمرو حمزاوي من معهد كارنجبي الامريكي في لقاء مع اذاعة بي.بي.سي البريطانية في رده على هذا السؤال قال: ان هناك ثلاثة محددات رئيسية تمنع إدارة جورج بوش من تنفيذ ضربة عسكرية لإيران يأتي في أولى هذه المحددات ان هناك أوراقاً ضرورية لاتملكها واشنطن للقيام بهذه الضربة وفي مقدمتها توفير الكلفة المحتملة لهذه الضربة هل هي كلفة باهظة أم مقبولة؟ وأيضاً فإن الإدارة الأمريكية لاتملك عامل الوقت فلم يعد أمامها إلا أشهر قليلة على ترك البيت الأبيض والسياق الأمريكي الداخلي لايرحب بحرب جديدة وهناك رغبة في ألا يترسخ في الأذهان بأن هذه الإدارة الأمريكية هي إدارة الحروب. ويضيف د.عمرو حمزاوي: أما المحدد الثاني هو العلاقة بين الأداة العسكرية والأدوات الأخرى لمعالجة هذه القضية فهناك قناعة بأن أي ضربة عسكرية قادمة لن تستطيع منع ايران من تنفيذ مايسمى بال building up أي اعادة بناء مادمر واكتساب قدرات نووية جديدة لن تتمكن أي إدارة امريكية من منعها مرة ثانية. وعن المحدد الثالث قال د.حمزاوي: هو الضمانات التي يمكن للإدارة الأمريكية ان تقدمها إلى إسرائيل للدفاع عنها ضد أي ردود فعل من ايران أو حلفائها على تلك الضربة، وفي الواقع أنه لاتوجد ضمانات كافية لحماية أمن الكيان الصهيوني في هذا الاتجاه ويؤكد المحلل والباحث د.حمزاوي: مجدداً تبدو احتمالات توجيه ضربة امريكية لإيران ضعيفة على الرغم من أن طائفة من كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الامريكي جورج بوش يشجعون ضرب إيران. ويبدو أن إيران على قناعة تامة بأن المكاسب التي ستحققها من جراء امتلاكها التكنولوجيا النووية تفوق كل العروض التي يستطيع أن يقدمها الحليف العربي لها اذا هي تخلت عن برنامجها النووي ولهذا فإنها تبدو مصممة إلى أبعد حد على المضي قدماً في تطوير برنامجها النووي وهي الخطوة الأهم في طريق الوصول إلى تصنيع الأسلحة النووية غير أنها وفقاً لتحليل نشرته مجلة «البيان» تدرك أن الغرب عاجز في هذه المرحلة عن الإقدام على فعل أي شيء قد يجبرها على التخلي عن برنامجها النووي في الوقت الذي يدرك فيه الغرب ان ايران اليوم باتت ممسكة بكثير من أوراق اللعبة السياسية ومنطقة الشرق الأوسط في العراق وفي لبنان وسوريا وربما في افغانستان وتمتلك ترسانة عسكرية قوية وبإمكانها خلق الكثير من المشاكل للعرب في المنطقة اذا هو-أي الغرب-أقدم على ضرب منشآتها النووية.