قبل فترة ليست بقريبة سمعنا عن رجل خفي يثير الخوف والرعب بين أوساط أبناء الجحملية وليس هذا فحسب، بل نُسجت حوله القصص والروايات التي أظهرته كرجل خارق كالسوبرمان.. ذلك الرجل شغل بال أبناء الحي الذين وجدناهم يسهرون الليل وينصبون الكمائن ولا أحد يقع في شراكها. لأنه ببساطة رجل خفي خِلْقة، لا يرتدي طاقية الاخفاء كالتي ارتداها اسماعيل ياسين في أحد افلامه الكوميدية فهو كالزئبق من الصعب الامساك به.. وكون الحكاية لاتدخل حتى عقل المجنون ..قلنا في حينها إن الحشيش والديزبام وراء تأليف القصة التي تلقفتها أسر ما صدقت تعمل من الحبة قبة، فأضافت وزادت الكثير من البهارات حتى تُحبك الرواية وتدخل نافوخ الواحد منا«ساني».. الله يقول الحق.. رجال الأمن والبحث عملوا كل ما بوسعهم وغير ما بوسعهم وفي الأخير طلعت (فشنج) اربع سنوات على القصة وهاهي تتكرر اليوم ولكن هذه المرة في وادي المعسل طبعاً ليس الروان ولا ابو تفاحة بل في مديرية المظفر. السيناريو هو هو، ولن تخرج الحبكة عن محشش أو ضارب حبة ديزبام. أحد الزملاء في الوادي إياه قصدني في خدمة أن أتواصل مع العميد يحيى الهيصمي مدير الأمن أو نائبه العقيد عبدالحليم نعمان ليخلّص الحارة من بلاطجة الليل والمحببين فهو منقطع عن العمل يحرس منزله ليس من الرجل الخفي الذي قيل ظهر هناك، بل من أولئك الشباب الذين يثيرون في الناس الخوف والقلق باعتبارهم خارجين عن نطاق التغطية فهو لايؤمن كأمثالي بشيء اسمه رجل خفي لا لشيء سوى أن حارته في وادي المعسل لاتحتاج إلى خفي ولا يحزنون.. كل شيء على المكشوف حتى عاقل الحارة حسب ما يقال من شدة خوفه لايتورع أن يسجل بلاغاً ضد بلاطجة الليل. من الطبيعي أن تظهر مثل تلك الصور في كثير من حاراتنا وهي مظاهر لاتخلو منها أية محافظة من محافظات الجمهورية ولكن من غير الطبيعي أن ننكر جهود أجهزة الأمن في التصدي لكل من يحاول اقلاق الأمن والسكينة داخل المجتمع. فالمسألة تحتاج إلى وقت وقد قلنا ذلك منذ أن عيّن العميد يحيى الهيصمي مدير أمن للمحافظة بأنه لن يصلح كل شيء بعصا سحرية بل من خلال الخطة الأمنية التي تم وضعها منذ اليوم الأول لتوليه أمن المحافظة ..وهاهي تجني ثمارها من خلال تمكن أجهزة الأمن من القبض على مشتبهين ومطلوبين أمنياً- قبل أن يتولى الهيصمي مسئولية أمن المحافظة - كانوا يسرحون ويمرحون في وضح النهار. لدرجة أن أخبار القبض على المطلوبين التي تكاد أن تكون مقلقة لكل من يقرأها إلا انها ظاهرة صحية ودليل على اليقظة الأمنية وأن الخطة تنفذ بحذافيرها وسوف تطال كل خارج عن القانون .