تمتلك اليمن مناطق سياحية طبيعية خلابة ؛ متعددة الألوان والأجواء ؛ وتبعث في نفس الزائر لها الراحة والمتعة ، ولهذا فقد حددت الحكومة اليمنية عدداً من هذه المناطق «محميات طبيعية» بغرض المحافظة عليها من العبث أو التغيير في بنيتها الأساسية ؛ غير أن هذا الاهتمام ينبغي أن يتزامن معه برنامج سياحي داخلي متميز تتعاون فيه بعض الوزارات والجهات ذات العلاقة كالسياحة والمياه والبيئة والنقل والداخلية والإعلام ؛ لتحفيز واستقطاب المواطنين لزيارة هذه المناطق وبأسعار مناسبة ؛ مع توفير متطلبات هذا البرنامج كوسائل للنقل و أماكن للراحة و مطاعم وعيادات طبية وأدلة سياحية ، وخدمات أخرى عديدة مصاحبة ، ثم الترويج لهذا البرنامج عبر وسائل الإعلام والإعلان المختلفة ، وهذا بدوره سيفعل برامج السياحة الداخلية ؛ وسيوجد فرص عمل للشباب ؛ ويعزز الانتماء والولاء للوطن ؛ ويعرف الزائر بوطنه ؛ وأن مايشاهده على شاشات التلفاز من فلاشات سياحية عن هذه المحميات صار واقعاً ملموساً . ويظهر الاحتياج لهذا البرنامج السياحي بشكل خاص في الإجازات الصيفية ؛ خاصة في ظل قلة عدد المتنزهات والحدائق العامة ، ففي بعض المدن اليمنية يصل الإهمال بهذه الحدائق - وهي محدودة - إلى درجة الإهمال المتراكم!؟ فعلى سبيل المثال نجد في مدينة تعز حديقة لها مايزيد عن عشرين عاماً وهي كما هي ؛ لم يتطور فيها شيء إلا نمو أشجارها ؛ وتهالك مبانيها المهجورة وألعابها المحدودة ، وهي بهذه الصورة تضرب مثلاً سيئاً للإهمال وعدم تعاون القائمين عليها ، فصارت « كمحمية طبيعية » لم تطلها يد التطوير أو الاستثمار أو التنظيم على الرغم من مساحتها المتميزة ؟! فهي بحاجة إلى تعشيب أرضياتها ورصف وسفلتة البعض الآخر ؛ وإدخال ألعاب كهربائية حديثة ؛ وإضافة ألعاب مجانية مع صيانة الموجود منها ؛ وبناء استراحات توزع على أرجاء الحديقة ، وتشغيل المطاعم ، وإزالة الأشواك والأشجار المعيقة ، وبناء سور للحديقة ، وتنظيم عمليات الدخول والخروج ، وتشغيل الإنارة والحمامات ، وتخصيص مواقف للسيارات ... الخ . والزائر للمنطقة يجد الفرق الواضح بينها وبين حديقة بجوارها لم يمض عليها سوى بضع سنوات حيث أخذت تنمو وتزدهر حتى صارت قبلة لإمتاع الزائرين بما تقدمه من خدمات وألعاب متميزة ؛ وذلك لتوافر إدارة كفؤة وتخطيط سليم واستثمار ناجح . إن حاجات الناس بمختلف فئاتهم العمرية في تزايد وتطور مستمر ؛ وهذا يتطلب من الجهات الخدمية والاستثمارية ومن المجلس المحلي في المحافظة أن يركزوا أفكارهم وجهودهم نحو تحقيق تلك الحاجات - وبخاصة شريحة الأطفال الذين يعانون من قلة الأماكن الترفيهية - بوصفة ثلاثية تتمثل في : سرعة الإنجاز وجودة الخدمات والتطوير المستمر؛ هذا إن وجدت نية حقيقية لاستثمار السياحة الداخلية . دعوة : نوجهها بكل التحية والتقدير إلى الأخ المقدم / قيس الإرياني - مدير عام مرور محافظة تعز لزيارة جولة الحوبان وقت الظهيرة للمشاهدة فقط !! ونترك له التعليق على حالة الزحام والفوضى المتكررة يومياً حول هذه الجولة بسبب استخدام جوانب الطريق إما للوقوف أو للباعة إضافة إلى سوء التنظيم .