قريباً يعودون إلى المدرسة، الكل تقريباً من الآباء والأمهات مشغول بهذا الأمر؛ إنما لا أحد - تقريباً أيضاً - سأل نفسه أو الوزارة المعنية، السؤال التقليدي المهجور: ماذا يدرس أطفالنا في المدارس؟!.. .. بداية دعوني أسجل تحفظاً - لن تكون له قيمة أو أثر في تغيير الواقع - على قرار وزارة التربية والتعليم ببدء العام الدراسي الجديد مع انفراط العشر الأوائل من شهر رمضان المبارك!. .. لماذا لا يبدأ العام الدراسي قبل أو بعد رمضان؟!. .. أنا وأنتم.. والوزارة، نعلم أن أغلب الطلاب، والمدرسين، والموجهين، ومسئولي المكاتب والإدارات التربوية، وموظفي وزارة التربية والتعليم «يقرطون» رمضان، حتى عندما كان العام الدراسي يبدأ قبل رمضان بكثير. .. وبالمناسبة، وبالاعتماد على قرار بدء العام الدراسي في الموعد المحدد، فإن الدوام لن يتعدى أسبوعاً واحداً، أو عشرة أيام بالكثير، وبعدها تبدأ إجازة العيد.. وكل عام وأنتم والوزارة بألف خير!. .. زد على ذلك أن الدوام اليومي يتقلص إلى ساعتين في أحسن الأحوال.. ولأن البداية تكون مصحوبة بالفتور والتململ الذي يدوم لأسابيع لاحقة؛ فإن القرار الأخير مرتجل وعشوائي ولا يراعي شيئاً، إلا القول إن الدراسة بدأت.. حتى لو لم تبدأ فعلياً.. وهي لن تبدأ إلا بعد أسابيع وربما أشهر من الموعد المضروب، تماماً كما في الأعوام السابقة!. .. أما ماذا يدرس أطفالنا وطلابنا؟! فهذا سؤال يحتاج إلى ندوة بحالها، وأكتفي هنا بالإشارة إلى تصريح الدكتور عبدالله الحامدي، نائب وزير التربية والتعليم لصحيفة «الجمهورية» قبل أيام عن «توجه جاد لتغيير المناهج». .. ولن أقول إننا سمعنا وقرأنا كلاماً كثيراً كهذا من مسئولين سابقين وحاليين في الوزارة المعنية، ولم نر شيئاً يتغير، بل أقول إن الدكتور الحامدي صاحب سمعة طيبة وقد عرفته عن قرب.. وأرجو أن لا تجري عليه عادة سابقيه وهو الرجل القادم مؤخراً إلى الوزارة العتيدة!!.