قبل بدء العام الدراسي الجديد سرت بين الناس إشاعة «حسنة» بأن وزارة التربية والتعليم سوف تؤجل موعد البدء في الدراسة إلى ما بعد شهر رمضان المبارك، وتعوض تلك الأيام من أي شهر من شهور السنة وعلى طريقة الموازنات المالية للوحدات الإدارية في التنقل من بند إلى آخر بحسب ما تقتضيه المصلحة العامة. ولأول مرة نجد إشاعة تدخل الفرحة والسرور لكل من سمعها ولكن على رأي المثل:«يافرحة ماتمت».. وأنا أشاهد بضع طلاب وطالبات وهم يتجهون إلى المدارس تمنيت لو أن الإشاعة وصلت إلى مسامع الدكتور/عبدالسلام الجوفي، وزير التربية والتعليم وعمل بها ليريح بها كل طالب ومدرس ورب أسرة.. خصوصاً وان العام الدراسي الجديد يمثل حالة استثنائية عن الأعوام الدراسية السابقة لتزامنه مع قدوم شهر رمضان المبارك.. فالتأجيل اعتقد أنه يتفق مع أهداف التربية والتعليم فما دام شهر الصيام يعد شهراً استثنائياً ، ولأن الجميع فيه يعيشون حياة مقلوبة فالنهار ليل .. والليل حركة ونشاط .. فالأفضل تعليمياً أن يبدأ الطلاب والمعلمون العام الدراسي نشيطين .. لأن كل شيء متحرك في رمضان يهمد والفتور العام يصيب المدارس فتجد فيها مدرسين وطلاباً نائمين طيلة ساعات الدوام كما جرت العادة في مدارسنا ان الدراسة لاتنتظم إلا بعد شهر من فتح المدارس أبوابها هذا في الاشهر العادية فكيف ستكون الدراسة مع الشهر الفضيل الذي يتحول إلى موسم نوم وكسل في النهار وسهر بالليل حتى مطلع الفجر ليس تعبداً بقدر ماهو مساهرة مع الفضائيات والتسكع في الشوارع فكثير من المدرسين يظل طوال الحصة «يتقعم» إلى أن يصحو على دقات جرس آخر الحصة. الاشاعة أصبحت طي النسيان والمدارس فتحت والطلاب لم يتلقوا شيئاً يذكر ولن يخالفني الرأي أحد إن قلت: ان الحال سيظل على ماهو عليه إلى ما بعد سبلة العيد بعدها يمكن ان نقول هناك تعليم وللأسف سيكون الوقت ضيقاً وسيحتاج الواحد منا إلى مدرس خصوصي لأبنائه لأن الدراسة ستكون في سباق مع الزمن وشرح المدرس في الفصل «تكعيف في تكعيف» إذا ما أراد أن ينهي المقرر بنفس الفترة المحددة للعام الدراسي. المطلوب من وزارة التربية والتعليم ان تقوم بدراسة للآثار التربوية والاجتماعية وحجم التحصيل العلمي للطلاب في شهر رمضان ومقارنة ذلك مع بقية الأشهر إضافة إلى ان مسؤوليتها في هذا الشهر الفضيل تتضاعف ويتطلب منها مراقبة المدارس والمدرسين ممن هم خارج نطاق التغطية حتى تنعكس نظرتنا الخاطئة التي لاترى رمضان إلاَّ شهراً للمسلسلات والمسابقات والسهر. في الأخير لا يسعنا مع احتجاب ملحق «الإنسان» خلال الشهر الفضيل سوى أن نتمنى ان يتصفد المحببون ومثيرو المشاكل ومشعلو الفتن من المشترك كما يتصفد الشياطين .. ولنا لقاء بعد إجازة العيد.