لم نتصور ونحن نقوم بهذا الاستطلاع أن تكون النتيجة التي حصلنا عليها بهذه «البشاعة» .. وأقولها صراحة إنها نتيجة بشعة .. بحيث لا يطيق الطالب أو الطالبة مجرد الجلوس في حصة الدرس والاغتراف من معين العلم في رمضان .. بينما نجد نفس الطلاب والطالبات يقبلون على النوم في نهار رمضان .. وعلى السهر فيما قد لايفيد في لياليه .. إلا من عرف أين يتحصل على هدفه .. وهم من رحم ربي.. استطلعنا آرائ الطالبات والطلاب الجامعيين في موضوع الدراسة برمضان وكيف يتقبلونه .. فكانت النتيجة كما هي بين أيديكم : الدراسة .. غير مجدية الطالبة أمل من كلية العلوم الإدارية بجامعة تعز تقول : إن الدراسة في رمضان غير جدية ولا تنفع الطالب بشيء .. بل العكس تمثل مصدر قلق وتعب وإرهاق له من حيث الواجبات ، فلا يستطيع التركيز أثناء الدرس .. كما أن المدرس لا يستطيع ان يوفق بين التدريس وبين الصيام وكما نعرف أن مجتمعنا تعود على الشهر في الليل وهذا فيه ضرر كبير على الطالب والمدرس. مواقيت المحاضرات من جانبها إعترفت هبة الهبوب من كلية التربية على مواعيد الدوام الرمضاني وقالت : كان من الأجدى فرض إجازة ، خاصة في وجود بعض المدرسين الذين لايراعون ظروف الطالبات ، حيث أن بعضهن يسكن في مناطق بعيدة عن الجامعة .. كما أن المواصلات تكون صعبة في رمضان .. وبمجرد تأخر خمس دقائق تمنع الطالبة من دخول المحاضرة مما يعني ضياع وقت الصائمة سدى .. فلماذا يكلفوننا عناء الحضور ؟ .. فيجب تغيير مواعيد المحاضرات أو منح إجازة .. وترى الهبوب أنه من الظلم محاسبة الطالبات على الحضور والغياب في رمضان وحسم درجات من الطالبات كما يحدث في الأيام العادية. وقت غير كاف تقليص وقت المحاضرة وضغط الدوام في رمضان يؤثر على الطالب والمدرس على السواء .. كلمات القى بها إلينا سمير الحطيفي من كلية التربية ، قائلاً :- إن الوقت للدوام الحالي لايفيد الطالب ولا يعطي الفرصة للمدرس بتوصيل مالديه من أفكار حول الدرس فتضيع المحاضرة هباء ووقتنا بشكل عام .. ويتساءل سمير .. لماذا لا يتم إلغاء المحاضرات كلية أو أن يظل النظام كما هو عليه في الأيام العادية ؟ محاضرات ليلية تضع الطالبة نجلاء أحمد حلاً من وجهة نظرها ضاحكة ربما بالامكان الاستفادة من تجربة الطلاب في وضع المحاضرات المتأخرة ليلاً وتقييم التجربة بعد ذلك .. وفي المقابل يرى مصطفى الحالمي أن تقصير وقت المحاضرة يصب في مصلحة الطلاب أولاً وأخيراً حيث أن الطالبات الصائمات لايركزن في رمضان ومثلهم الطلاب ، لذلك جاء تقصير الوقت لتكثيف تركيز الطالبة على النحاضرة. نوم .. وكسل الطالب / محمد الشميري ورفيقه الطالب / عبدالعزيز السامعي يعانيان كثيراً من الدوام في رمضان الذي يمثل بالنسبة لهما عبئاً ثقيلاً ، حيث يسهرون رلى ما بعد الفجر ولا يستيقظون إلا بصعوبة بالغة ، ويتوجهون لمدارسهم بتثاقل ولا يستفيدون من الدروس التي يتلقونها ، مشيرين إلى أن الكثير من زملائهما يغلبهم النعاس وتبدو عليهم حالات الارهاق والجوع والعطش وعدم التركيز.طلاب في المقابل في مقابل أولئك الطلاب كان غيرهم أكثر تفهماً ووعياً واقبالاً على الدراسة في رمضان .. حيث قالت إيناس علي : أنه لماذا يتصور البعض أن الدراسة في رضان غير ، أو أنها متعبة ؟ .. ولا يحتسبون الأجر ؟ .. وتضيف أنه في ظني أن الطالب يستطيع أن يستوعب الشرح ويركز وهو صائم .. لأن نصف الطلاب خلال الأيام العادية يداومون بدون وجبة الإفطار .. يعني لو أنهم طبقوا السنة وأخروا السحور فلن يتغير أي شيء . وفي نفس المجال يقول محمودالضبياني : أن حل الواجبات مقدور عليه لأن تنظيم الوقت مسئولية الأهل والطالب .. هو يعود من المدرسة لينام .. ثم يتناول الإفطار ث يشاهد التلفاز .. ثم يمضي مع أقرانه الليل ف يالتنزه و«التمشية» .. يعني أن الوقت كاف ، لكن التنظيم غائب .. أما المعلم فلاشك أنه يبذل الكثير من المجهود .. لكن احتساب الأجر كفيل بأن ينسيه كل التعب .. كما أن المعلمة التي تعود لتجد المطبخ في انتظارها .. الأسراف هو ما يتعبها وليس الدوام .. أما توقيت الامتحانات أو الاختبارات الشهرية فهو في نظري عادي .. فرمضان لا يختلف عن غيره من الشهور .. وأنا كغيري من الطلاب أنصح جميع الطلاب والطالبات بالمذاكرة بدلاً عن التلفاز والسهر. الدراسة في رمضان أفضل بحسب متخصصون .. ومن خلال تجارب شخصية عديدة يظهر من خلالها أن الدراسة في رمضان وخاصة منذ الصباح الباكر لها ايجابيات كثيرة ، حيث لا تتغير الساعة البيولوجية للطلاب وللمعلمين ويستمرون في الدراسة بنفس الوتيرة السابقة . كما أنه يقضي على سهر الطلاب فيما لايفيد ، إضافة إلى إتاحة الفرصة للطالبات والمعلمات في المناطق النائية من العودة لأسرهم في وقت مبكر والقيام بمهام عملهن في طبخ وتجهيز وجبات الإفطار .. كما أنه لايوجد أي تأثير يلبي للصوم على قدرة الطلاب والطالبات على التركيز والفهم خلال رمصان .. فحين يتلقى الطلاب تعليمهم يكون الجهاز الهضمي قد بدأ عمله في تزويد الجسم بما يحتاجه من غذاء وطاقة مخزونتين في جسمه. ونقدم هنا نصيحة أخيرة لطلابنا ولمعلمينا .. باتباع السنة النبوية المطهر في تأخير السحور كما حثت الأحاديث النبوية الشريفة ، كي يكون لدى الجسم قدرة على مقاومة الجوع والعطش أثناء النهار وبالتالي يزيد نشاطهم وقدرتهم على العمل والتحصيل العلمي..كما أن رمضان ليس شهراً للنوم والخمول والكسل بقدر ما هو شهر العمل والمحاهدة والمصابرة .. وللجميع الأجر والثواب.