اليمن اليوم تكاد تقترب من عضويتها الكاملة في مجلس التعاون الخليجي، ولابد من أن تتهيأ المجالات المتبقية للاندماج مع نظيراتها في المجلس.. ومنها التربية والتعليم.. وكانت وزارة التربية والتعليم قد ألمحت أن رمضان سوف يكون إجازة مدرسية في كل عام.. وذلك اتساقاً مع ماهو في دول مجلس التعاون. لكن الأمور تغيرت.. وفجأة تعلن وزارة التربية والتعليم أن الدوام المدرسي سوف يبدأ من 15رمضان 5 سبتمبر، وعممت ذلك على الادارات العامة في المحافظات التي بدورها عممت على المديريات، والتي بدورها عممت على المدارس.. وكل هذا ليس فيه مشكلة.. المشكلة أن التعميم حدد انتهاء الدوام في 20رمضان 20سبتمبر أي إن العملية لم تغير شيئاً، ولايوجد لها مبرر.. فالمسألة لم تتعد الدوام خمسة أيام فما هي الحكمة من ذلك تعبوا وأتعبوا الناس معهم . الدوام فعلاً بدأ للإدارات والمعلمين والمعلمات لكن لا يزيد هذا الدوام عن حضور وانصراف.. حتى الطلاب وأولياء الأمور لم يذهبوا إلى المدارس على الأقل للتسجيل، وليس للدراسة.. وكان الأحرى أن تستمر العطلة في رمضان.. ويعوض رمضان أو الفترة المدرسية من رمضان، على نصفي السنة.. أي يمد العام الدراسي فترة شهر يقسم على نصفي العام الدراسي، بدلاً عن الضجيج على الفاضي.. لكن لاغرابة، فنحن دائماً قراراتنا اعتباطية وغير مدروسة ، ودون تفكير، أو تدبير مسبق. مع العلم أن رمضان في اليمن، وعند كل الناس، وفي كل الأجهزة الرسمية.. هو شهر نوم لاشهر عمل.. وحسب سنوات مضت، وملامسة عملية.. فإن شهر رمضان بالنسبة للدوام الدراسي، هو كذب في كذب فالطالب والمعلم، والإدارة.. كلهم ينامون.. والجميع يقول، ويردد«يارجال رمضان» أي إنه ليس شهر عمل ودوام.. مع أن المسألة يجب أن تكون على العكس يتوجب أن يكون رمضان هو أكثر الشهور عملاً وإخلاصاً وأداء وإنتاجاً. على أي حال في حالنا الذي نحن عليه أدى أن يتخذ قرار بجعل رمضان شهر إجازة مدرسية، ويعوض بشهر يقسم على نصفي السنة.. وذلك تأسياً بدول مجلس التعاون، واستعداداً للاندماج معها تربوياً.