بدأت مدارس الجمهورية منذ صباح يوم السبت الماضي باستقبال أفواج الطلاب، كل ينضوي في فصله ومستواه الدراسي.. فمنهم من يدخل أسوار المؤسسة التعليمية للمرة الأولى، ومنهم من يرتقي سلم السنين متجاوزاً عاماً بعد عام متجهاً صوب أعلى المراتب العلمية وأسماها.. أفواج من التلاميذ بيضاء وكاكية الثياب تبدأ مع الزغزغات الأولى من صباح كل يوم رحلتها وسنتها الكونية ترنو نحو المستقبل بأمل وقاد.. تحدد موعداً لها مع المجد وإن بعد حين.. مشهد صباحي يتكرر يومياً من جديد بعد إجازة طويلة مملة.. مشهد يوحي بأن الحياة تتجدد لتصنع جسراً يربطنا بما هو آت. إلا أن هناك من ينغص هذا المشهد المتجدد.. عندما يضع حداً لفرحة آلاف الأطفال المتجهين نحو المدرسة..وبقرار فردي من مدرس أو حتى من مدير المدرسة يلغي الدوام الرسمي ويحيله إلى ما بعد رمضان والعيد.. «طباشير».. قامت بإجراء عدد من اللقاءات مع المسؤولين التربوين وعددمن مدراء المدارس وأولياء الأمور لتتعرف مدى الإقبال على العام الدراسى ومن المتسبب في عرقلة استمرارية العام في موعده الذي أعلنته وزارة التربية والتعليم وعممته على مدارس الجمهورية.. مدرسون ضعاف النفوس فؤاد حسان مدير دائرة التوجيه والمراقبة بمكتب التربية والتعليم بمحافظة تعز قال ل«طباشير»: إن هناك تعميماً رسمياً مرسلاً إلى جميع المدارس بلا استثناء ببدء العام الدراسي في الأول من سبتمبر، وقضى التعميم الصادر من وزارة التربية والتعليم جميع المدرسين والمدرسات بالانضباط بالدوام والالتزام به، وقال إن بعض إدارات المدارس عندها معلمون ضعفاء النفوس، أو أن الإدارة المدرسية برمتها ضعيفة ولاتمتلك الحس الوطني فتلاحظ أن العام الدراسي عندهم لا يبدأ إلا بعد مرور أسبوع أو أسبوعين من بدء الدراسة، وأحياناً تجد بعض المدرسين ممن لا ضمير لهم ينصحون طلابهم بعدم الدوام في مطلع العام بغرض عدم التدريس بالرغم من حضوره للمدرسة، لكن تعجب لعمل مثل هؤلاء المدرسين ضعيفي النفوس الذين همهم الوحيد الحضور والانصراف باكراً بحجة عدم حضور الطلاب. ويواصل مدير التوجيه حديثه قائلاً: وأنا على يقين أنه إن تواجد المدرس الحريص على عمله فإنه سيقوم بتدريس حتى خمسة طلاب إن حضروا.. وهذا العمل كفيل بأن يغري بقية الطلاب بالانتظام والالتزام بالدوام.. الأهالي مشاركون ولم يسلم الأهالي وأولياء الأمور من المسؤولية حسب حديث فؤاد حسان حيث قال: إن الأهالي هم أيضاً مشاركون في عدم انتظام الدوام المدرسي بسبب اعتقادهم الخاطئ أن التدريس لن يتم إلا بعد رمضان والعيد.. وهم بذلك يقترفون خطأً كبيراً عندما يتساهلون في انتظام أولادهم إلى المدارس.. وعليه فقد تكون المسؤولية مشتركة.. وأضاف: إن المدارس الحكومية هي فقط من تلحظ فيها عدم الالتزام بالدوام الرسمي.. ولو دققت التمعن ستلاحظ أن المدارس الأهلية يتم تدريس 6 حصص دراسية كاملة دون نقص بسبب الحرص والاهتمام الذي تفقده للأسف المدارس الحكومية ولا تلتزم به إلا بعد مرور أسابيع من العام الدراسي.. الطالب المسؤول مدير التعليم العام بمكتب التربية والتعليم بتعز محمد عبدالله يسر يقول: إن الطالب هو المسؤول عن عدم انضباط الدوام المدرسي، فعزوف الطالب نفسه وعدم وجود اقبال منه وعدم علم وتشجيع ولي الأمر يساعد الطالب على التمادي في عزوفه عن المدرسة، ولا أبالغ إن قلت: إن الطالب هو السبب ولكن عدم وجود طلاب المدرسة يعجل من إنصراف الطاقم التدريسي والإداري فيها.. وعليه نشهد أن الدوام المدرسي في أيامه الأولى لايحظى سوى بأربع حصص أو حصتين في اليوم والعلة غياب الطلاب. وذلك كله بالرغم من وجود المدرسين الذين يعتبرون ملزمين بالحضور إلى المدرسة منذ تاريخ 25 أغسطس الماضي، إلا أن الطلاب غير موجودين. مدراء المدارس ويضيف مدير التعليم العام: إن مدراء المدارس هم أيضاً مسؤولون عن عدم انتظام الدوام.. فعليهم أن يقوموا بعمل بلاغات واتصالات تلفونية إلى أولياء أمور الطلاب لمعرفة أسباب عدم حضور أبنائهم.. حيث يوجد لكل طالب ملف في مدرسته يحمل جميع المعلومات المطلوبة عن الطالب من عنوانه وحتى رقم هاتفه المنزلي.. وإن مثل هذا العمل كفيل بأن يشعر أولياء أمور الطلاب أن هناك اهتماماً من الإدارة المدرسية من عدم تواجد أولادهم في المدرسة. كما أن على الإدارة المدرسية متابعة أولئك المدرسين غير المنضبطين بالدوام الرسمي واتخاذ الإجراءات المناسبة حتى لا يتعطل الدوام المدرسي. مدارس تعمل وأخرى معطلة تواصلت «طباشير» مع عدد من مدارء المدارس في محافظة عدن للتعرف عن سير العام الدراسي فيها.. حيث قالت فوزية محمد علي مديرة مدرسة «26 سبتمبرللبنات» في البريقة: إن العام الدراسي فيها يسير سيراً طبيعياً.. وأن الطالبات ينتظمن من بداية أول أيام الأسبوع.. وذكرت أن المدرسين والمعلمين والمعلمات هم أيضاً منتظمون بالدوام المدرسي منذ نهاية أغسطس الماضي، ومن لم يلتزم تم اتخاذ العقوبات بحقه.. من جهته عبر أرسلان محمد مدير مدرسة «ابن ماجة» أن العملية التدريسية في مدرسته لم تنتظم بعد وذلك بسبب القصور الحاد في المدرسين والذي تعاني منه مدرسته منذ العام الماضي ولم يتم اعتماد أية درجات تدريسية للمدرسة منذ ذلك الحين، بالرغم من الحضور المكثف للطلاب.. إلا أننا نتلافى الأمر بإسناد بعض الحصص الدراسية لمدرسين غير متخصصين ريثما يوجد المتخصصون. متابعة أولياء الأمور وبتقصي آراء أولياء الأمور حول الموضوع وجدنا أن ولي الأمر علي الحكيمي من تعز يقول: إنه ومنذ أول أيام الأسبوع وهو أول أيام السنة الدراسية أمر ابنته بالتوجه إلى مدرستها إلا أنه بعد أقل من ثلاث ساعات فوجئ بعودتها إلى المنزل متحججة بأوامر المدرسة لها وزميلاتها ولجميع الطالبات بعدم الانتظام إلا في بداية الأسبوع القادم، مع العلم أن المدرسة تلك مدرسة حكومية في منطقة كلابة. بينما يقول ولي الأمر محمد عبدالله إنه يرسل أولاده إلى المدرسة الخاصة منذ أول يوم في الأسبوع، وهم منتظمون منذ أول يوم حتى يوم إجراء المقابلة معه، ويدرسون حصصهم بالكامل، فيخرجون من البيت في الصباح الباكر ولا يعودون إلا في هجيرة الظهيرة. الحل في المتابعة ماسبق من آراء مدراء المدارس وأولياء الأمور يوحي بأن المدارس الحكومية يحتاجها شيء من المتابعة والمراقبة.. وتفعيل العام الدراسي فيها.. مقارنة بقريناتهامن المدارس الأهلية.. ولعلنا نحتاج للرقابة في كل أمورنا بدءاً من الأسعار وصولاً بمراقبة الدوام المدرسي.