في فترة الوجود العثماني في بعض الأقاليم الرومانية أثر المسلمون الأتراك على لغة القوم، فدخلت مفردات عربية نذكر منها مثالاً لا حصراً مفردات من مثل : خبر، كيف ، دولاب ، جزمة ، بنطلون ، كمين ، إلخ ، تقابلها بالرومانية : habar ,chef,dulab ,jisma,pantalon ,camin على المستوى الديني، معروف أن فقه الديانة المسيحية الرومانية أصل في الأرثوذكسية الكنسية ذات الحضور الكبير في الأفق الثقافي السلافي وفي مقدمة الركب الروسية، وتفريعاً البولندية والبلغارية والصربية والعديد من مناطق ولغات شرق أوروبا . والمعروف تاريخياً أن المذهبين الأساسيين في الخيارات المسيحية الأوروبية هما الأرثوذكس والكاثوليك، واللذين توزعا في عموم أوروبا على أسس قومية أحياناً، وفوق قومية أحايين أخرى، فإذا كان البولنديون «السلاف» أقرب إلى الكاثوليكية الكنسية، فإن الرومان «اللاتينيين » أقرب إلى الأرثوذكسية الكنسية، مما كان له أثر مؤكد في النظرة الدينية للنص القرآني، فالمعروف أن الكنيسة الأرثوذكسية أقرب إلى الكنائس الشرقية من حيث الدقة في التعامل الظاهري مع نصوص الديانة المسيحية ، والإقلال من مظاهر الزينة والبهرجة الكنسية، وعدم التوسل الدائم للوسطاء بين الحق والخلق، فيما الكاثوليكية أقرب إلى التنوع، ومنح مكانة استثنائية للرهبان والقساوسة، وتعددية الوصول إلى الحق استناداً إلى الأقانيم الثلاثة المعروفة في المسيحية « الله / الابن / الروح القدس »، ولقد كان الصراع التاريخي بين الأرثوذكس والكاثوليك موازياً لذات الصراع المرير الذي كان بين الكاثوليك والبروتستانت، ولم يكن ذلك الصراع دنيوياً فحسب، بل كان أيضاً لاهوتياً كنسياً يتعلق بالمفاهيم والنظرة لأمور الفكر والديانات، وكان من الطبيعي والأمر كذلك أن ينال الإسلام اهتماماً واسعاً من تلك الفرق المسيحية سواء في قراءة تاريخه أو في ترجمة النص القرآني . خلافات الفرق المسيحة تشبه إلى حد ما خلافات الكلاميين العرب ممن تفارقوا في التفسير والتأويل برغم الانتماء للدين الواحد.