لا أخفي عليكم أجدني مشدوداً إلى التوتر النفسي والعصبي الذي يستحكم في العلاقات الأمريكية الروسية هذه الأيام فيسحب نفسه من واشنطن وموسكو إلى جورجيا وبوليفيا وفنزويلا وإيران... إلخ. كلا .. فالذي يحدث ليس «مزحة» وإنما إرهاصات لحرب باردة مرشحة للسخونة مع رفع الروس موازنتهم العسكرية للعام القادم إلى مايزيد عن 64 ملياراً وهو رقم قياسي روسي يشير إلى أن ناراً تعتمل تحت الرماد وتعكس اكتشاف الروس أن ثمة احتياجاً موضوعياً لاستعادة القوة والارتقاء إلى متطلبات الرد على الانتشار الأمريكي في القوقاز حيث محيطهم الجغرافي وحديقة منزلهم..! وإذا ماتذكرنا قيام الروس في أعوام خلت بتدمير صواريخهم المتوسطة فإن الخلاف يفرض على الروس أو هذا ما تكشف عنه ميزانية التسلح القادم امتلاك الغواصات الحديثة تماماً كالحاجة لامتلاك أجيال جديدة من الصواريخ التي تعيد للرعب توازنه وللهيبة شروطها الموضوعية. وبطبيعة أوضاعنا فإن الذي يحدث يهم كثيراً أمتنا.. ذلك أنه عندما انهار الاتحاد السوفيتي لم يحتفل الأمريكيون بقدر ما سارعوا لإطلاق السؤال من هو العدو القادم فكانت أحداث 11 سبتمبر مبرراً أخذ فيه المسلمون دور المتهم والضحية وكان ما كان ومايزال. والسؤال: هل نتوقع أن يكون في صراع الجبابرة مايخفف الضغط على الصغار... هل يكون في انشغال وحوش الغابة راحة للحملان التي هي نحن..؟؟ في كل الأحوال فالذئاب في كل زمان ومكان إنما تصيد النعاج التائهة... وربنا يستر..!