هذا طريق الهجرة بعد أن بلغ الحقد مبلغه حتى لكون قتل سيد الخلق وأكرمهم على الله هو النجاة بقريش ومكة من دين الله الجديد إلى طريق الهجرة تشرف بخطوات أكرم البشر، ومعه الصديق، الصاحب بالجنب، والحبيب إلى القلب، حيث ازداد ايماناً ويقيناً بأنه رفيق سيد الخلق محمد«صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم». لقد أتى بعض هذه الآيات أول الرحلة، يذكرها المولى عزوجل في كتابه المبين [إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لاتحزن إن الله معنا] فلقد دخل سيدنا محمد وصاحبه أبوبكر، في غار ثور، هاربين من سطوة قريش، خائفين بطش الشرك، فلحقهما أعداء الله، فكان أن حدثت المعجزة، حمامة تبيض بيضها، وعنكبوت تنسج نسيجها فيقول أبوبكر يارسول الله والله لونظر أحدهم إلى قدمه لرآنا، غير أن الله أرسل رحمته على الرجلين الكريمين وقذف في قلبيهما السكينة والصدق في ذلك قول القائل: وإذا العناية لاحظتك عيونها نم فالمخاوف كلهن أمان وتولد معجزة ثانية، فهاهي قريش تدفع المال الكثير لسراقة بن مالك، يقتفي أثر محمد وصاحبه حتى إذا أدركهما، ساخت«غرقت» رجلا فرسه الذي يكاد يطير قوة فيعرف الرجل أن الذي أمامه نبي وصحابي، فيطلب الأمان فيكون له ماأراد، وإن هي إلا ليال حتى يدرك النبي الكريم المدينة، تخرج رجالاً ونساء واطفالاً لملاقاة النبي الكريم مرددين هذا النشيد من القلب: طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا مادعا لله داع أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع هاهو النبي - إذن - يتدفق مسجده نوراً، كشمس تغرق المدينة بضيائها الرحيم وهاهو النبي، يستقبله بالسلام عليه، حين يبدأه بالسلام هاهو النبي.. هذا النبي وهذه أنواره وهذه أسراره، فسلام عليك يارسول الله.