مع قرب احتفالنا بالعيد السادس والأربعين لقيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 2691م، وهو الاحتفال الذي يتزامن هذا العام ونحن في الأيام الأخيرة من شهر رمضان الفضيل في العام 9241ه أعاده الله علينا وعليكم باليُمن والخير والبركات. أقول مع اقتراب موعد عيد الثورة،أعترف أن تساؤلات عديدة تستغرق جزءاً من تفكيري في الشأن الوطني والعام تبحث عن إجابات خاصة وأن الكثيرين وأنا واحد منهم،مازالت قصة الثورة تكتنفها بعض إن لم أقل الكثير من المغالطات وعدم الصدق في سرد تفاصيل هامة يتوجب علينا نحن أبناء هذه الثورة وكذلك الأجيال القادمة معرفتها حتى ندرك عظمة ثورة أخرجت شعب وأمة من نفق مظلم إلى ساحات النور.. عند قيام الثورة في صبيحة السادس والعشرين من شهر سبتمبر عام 2691م، كنت قد أكملت السنة السادسة من العمر، الأمر الذي يجعل كل معلوماتي عن الثورة ورجالها الأبطال الأحياء منهم والأموات وكذلك مواقف الدول العربية والأجنبية منها وما واجهته من تحديات في سنواتها الأولى وكيف ثم تجاوزها، يجعل معلوماتي عن قصة الثورة تعتمد على ماقرأته وأقرأه من تحقيقات ومقالات ومقابلات تنشر كل عام بالمناسبة في الصحف الحكومية،إلى جانب متابعاتي بحكم المهنة «صحافة» لما تقدم من دراسات وبحوث،لايعرف صدقها أو كذبها، أو مبالغتها غير الله سبحانه وتعالى ورجال الثورة الحقيقيين وأغلبهم قد مضى به العمر ورحل إلى عالم الخلود والبقاء بصمت حاملين في ذاكرتهم جانباً مهماً من تاريخ شعبنا اليمني، الكثير منه لم يدون والسبب يعرفه المسئولون الذين شغلتهم «الكراسي» وغابت عن ضمائرهم مسؤوليتهم تجاه الأجيال القادمة.. من هم الرجال الحقيقيون الذين صنعوا الثورة؟! كيف كانت حياتهم قبل وبعد الثورة؟! ماهي اسلحتهم ومن أين جاءوا بها؟! ولماذا جاءت الثورة وهل حققت اليوم بعد أربعة عقود ونيف أهدافها؟! هل نال قادة الثورة وأبطالها وشهداؤها والباقون حتى اليوم على قيد الحياة أطال الله في أعمارهم التكريم والرعاية والاهتمام نظير مانعيشه نحن اليوم من حرية وخير ونماء؟! فيما عاشوا هم حياة الذل والجهل والاستعباد والمرض والتخلف فكانت حياتهم هذه الشمعة التي بضوئها أعلن التاريخ ميلاد شعب عظيم في جزء هام من العالم،في جنوب الجزيرة العربية،شعب وبفضل الثورة التي حررته من أعتى نظام أمامي رجعي ليصنع في سفر عقود أربعة مايشبه المستحيل،بناء دولة حديثة قوية موحدة بعد عقود طويلة تساؤلات عديدة طويلة من التمزق والانشطار والتخلف والجهل والمرض. تساؤلات عديدة أعتقد أن الكثير منها لاتسكن في تفكيري وحدي بل في تفكير الكثير من المواطنين خاصة ممن ولدوا بعد الثورة ولم يعيشوا ويشاهدو الوطن قبل ستة وأربعين عاماً وكيف هي الحياة والمشاهد اليوم؟! تساؤلات قد يجيب بعض «المسؤولين» بأنها مكررة وهناك اجابات عليها ولكننا لانقرأ!!.. وأقول: هاتوا قصة واحدة تتطابق مع مثيلاتها حول مانبحث عنه في تساؤلاتنا.. قصة نقدمها للأجيال ونفخر بها في مناهجنا الدراسية ونقدمها للعالم دون إخفاء أجزاء من الحقيقة.. خاصة إن من يتحدثون اليوم عن الثورة هم ممن ولدوا بعد قيامها بأكثر من عقد من الزمان!! وسمعوا في أحاديثهم روايات مختلفة عما سمعناه من الاجداد والآباء!! تساؤلات عن الرعيل الأول للثورة هل وجدوا في زمن الجمهورية والوحدة مايستحقونه من تكريم وتعيش أسرهم حياة كريمة رافعة الرأس بأن آباءهم هم ممن اشعلوا الشمعة الأولى التي أضاءت حياتنا؟! سأظل أبحث في تساؤلاتي وكل عام وأنتم بخير.