في يوم صيام ، وشهر نزول القرآن ، ذُبح عبدالجليل الجبري وعروسه «سوزان» التي تزوجها منذ ثلاثة أسابيع فقط على بوابة السفارة الامريكيةبصنعاء.. غير أن الفاعلين يصرون أنه «جهاد في سبيل الله»!! كان عبدالجليل طفلاً عندما عرفت والده موسى الجبري الصيدلاني في جُبن بمحافظة الضالع والذي كان رجل برٍ وصلاح ، تولى بناء مسجد «النور» الذي كنت اسكن بجواره ، وفتح فيه داراً لتحفيظ القرآن الكريم.. وكان ابنه «عبدالجليل» طفلاً مهذباً ،مجتهداً في حفظ القرآن الكريم ، وكانت مدارسنا تتباهى بتلاوته في مفتتح كل حفل أو مهرجان.. فمن يصدق أن «عبدالجليل الجبري» يقتل اليوم بعد أن نال شهادة الصيدلة ، ويضع الإرهابيون لقتله عنوان «الجهاد في سبيل الله»!؟ قبل بضعة أشهر قرر آل الجبري في جُبن تزويج ابنهم «عبدالجليل» فاختاروا له فتاة من قرية «يهر» المجاورة ، ومن أسرة عريقة معظم أبنائها مغتربون في الولاياتالمتحدة بما فيهم «سوزان» وقبل فترة قصيرة عادت «سوزان» من مدينة «لاكوانا» الأمريكية بعد أن انهت اختباراتها.. وفي يوم 52 اغسطس الماضي تم زفاف هذه العروسه العائدة من المهجر للشاب عبدالجليل الذي لم يتجاوز عمره اربعة وعشرين سنة.. عندما عرف «عبدالجليل» أن اخته لديها موعد مقابلة في السفارة الامريكية يوم 71 سبتمبر انتهز الفرصة وقرر مرافقتها عسى أن تكون فرصة لعروسه العائدة من المهجرة بأن ترى ماحدث في الوطن من تطورات ونهوض عمراني ومدني.. وفي التاسعة من صباح الأربعاء 71 سبتمبر كان الثلاثة عند بوابة السفارة الامريكية التي أذنت لصاحبة الموعد بالدخول بمفردها ، فيما ظل عبدالجليل وعروسه التي لم يمض على زفافهما سوى ثلاثة أسابيع أمام بوابة السفارة.. وبعد ربع ساعة فقط وثب شخص مسلح من فوق سيارة وفتح نيران بندقيته على كل من وقعت عيناه عليه.. ووثب آخرين بقاذفات مضادة للدروع وباشروا اطلاق الصواريخ.. وفي غضون ثوانٍ دوت سيارتان مفخختان بانفجارين هائلين اهتزت لهما صنعاء بأسرها.. مشهد مرعب انتهى بمقتل «عبدالجليل» وعروسه «سوزان» ومدنيين آخرين ورجال أمن ، والإرهابيين الستة.. فيما كان عرش الرب يهتز لهذه الجريمة النكراء ، وترفع ملائكته أرواح الشهداء إلى ربها تتوسله أن يحل غضبه على القتلة المجرمين.. وينتقم لإسمه العظيم الذي كبر به الإرهابيون وهم يذبحون حافظ القرآن الكريم «عبدالجليل» وعروسه ، ورجال الأن الأبرياء.. هكذا هو جهادهم ، وهكذا هو كفرهم ، وهدرهم للدماء الزكية.. فعلى أي دين «يجاهدون»؟ وبأي عقيدة يؤمنون!؟ وبوجوه أي الشياطين يتقنعون ويفتون!؟ أقولها بأمانة: إن دماء الشهداء في أعناق كل من يمولون الإرهاب ، ومن يتسترون على الإرهابيين ، وكل من يسهل لهم امراً ، أو يناصرهم بحرف من كلمة.. إن دماء الشهداء بأعناقنا جميعاً إن تخاذلنا عن منازلة الإرهابيين ، أو تركناهم يعيثون في الأرض فساداً وقتلاً.. وتخريباً.. فإليكم ياشباب اليمن أوجه النداء: إنها حربكم فخوضوها نصرة لدين الله ، ولاتخافوهم فهم أجبن من الخروج من جحور ثعالب الصحراء.. وثقوا إنكم معكم الله.. وهم معهم الشيطان.. يقول الله تعالى:« ولنقذف بالحق على الباطل فيدفعه فإذا هو زاهق» ..صدق الله العظيم.