اليوم تحتفل بلادنا بالذكرى السادسة والأربعين لثورة اليمن الخالدة في السادس والعشرين من سبتمبر المجيد وسط مباهج عالية تكللها أزاهير المجد والشموخ.. وإنها لفرحة عظيمة يعيشها اليوم أبناء الشعب اليمني وهم يوقدون في كل جزء من هذا الوطن شعلات النصر وينيرون دروب مسيرة اليمن المطرزة بجهود كل أبنائها للعمل بما يخلد هذا الوطن الجميل في مكانته العالية ومقامه الرفيع ودوره الفاعل في إطار المنطقة العربية والأسرة الدولية. {..إن هذا الصباح السبتمبري الذي أطلع اليمن على واقع الحداثة والعصرنة لهو محطة مهمة في ذاكرة التاريخ يدرك فرادتها هذا الشعب الذي عانى الويلات والمآسي وتجرع صنوف الحرمان والفاقة في ظل حكم كهنوتي غشوم لم يفهم للحق وزناً ولا للإنسانية قيمة، واستمر سادراً في غيّه يكبّل صيحات الحرية بالأغلال ويكمم الأفواه ويلقي بقدرات اليمن البشرية في مهاوي الردى ولكن كان لشعب النضال أن واصل مسيرته الأبية وزحفه المتواصل نحو بقعات الضوء فأعلنها ثورة قوية زلزلت عرش الظلام وانتقلت بالإنسان إلى حيث مكانته التي هو جدير بها ليعود من جديد ذلك الإنسان المقدام الثائر الذي ينتصر لحقوقه وإرادته الحرة التي لا تكبلها قيود. {..إننا ونحن نحتفل بهذه الذكرى الخالدة تتزاحم فينا صيغ الإجلال والإعظام لأولئك المناضلين الشرفاء الذين قدموا دماءهم رخيصة في سبيل الانعتاق من إسار ذلك النظام الرجعي الكهنوتي الذي لم يرقب في مؤمن إلاً ولا ذمة ولا عهداً ولا ميثاقاً ، فأعمل في أبناء هذا الوطن القتل والتنكيل وتفنن في وأد الحقوق وطمس معالم شموخ اليمن عبر التاريخ وحكّم في رؤوس الأبرياء المقاصل، فتحية إجلال وإعظام لأولئك الأوفياء رواد النصر والتحرير والكرامة ، والرحمات المتتابعات لشهداء الحق والفداء.. وهنيئاً لشعبنا اليمني هذا النصر وهذه الذكرى.. ولتبقَ اليمن أرض العروبة الأولى ومنبع الحضارة ومهبط الحريات والحقوق والمبادئ الديمقراطية في ظل كل ما يشهده الوطن من تطور ونماء وازدهار اختزلت الثورة سنوات الوصول إليه وحققته بعد معاناة وحرمان ، ودامت إنجازات الوطن خالدة، ومكتسباته الوطنية نبراساً للسالكين.. وكل عام والوطن وأبناؤه وقيادته بألف خير.