الذي لم يعرفه الجيل الجديد .. جيل الثورة .. أن اليمن عبر التاريخ لم تكن يمنين ، ولم تتجزأ إلا بعد مجيء الاستعمار العثماني والبريطاني .. فقد استأثر العثمانيون لأنفسهم بالجزء الشمالي من الوطن واستأثر البريطانيون على الجزء الجنوبي .. وفي الحرب العالمية الأولى هزمت تركيا ضمن هزيمة دول المحور، وانتصرت دول الحلفاء وفيها بريطانيا وتحت تأثير الهزيمة سلم سعيد باشا القائد العثماني الذي كان قد وصل بجيشه إلى لحج إلى البريطانيين .. بينما آلت السلطة في الشمال للإمام «يحيى بن محمد حميد الدين» وظلت المحافظات الجنوبية تحت الهيمنة البريطانية حيث ظل يتواجد الاستعمار البريطاني ب«عدن» وما حولها ، بينما بقية الجنوب يحكم من خلال سلاطين ولاؤهم للتاج البريطاني نظير الحماية ومعاشات تدفع لهم. وقد تقاعس النظام الإمامي «الحميدي» عن المطالبة بالجزء الجنوبي ومواجهة البريطانيين .. مما جعل ذلك أحد أسباب نشوء الحركة الوطنية المعارضة والمطالبة بالخلاص من النظام الاستبدادي في الشمال ، وكذا الوجود الاستعماري في الجنوب .. وأمام الانتماء الوطني اليمني للمواطن اليمني .. حاول الاستعمار أن يمسخ الشعب في الجنوب اليمني من خلال مشروعه الانفصالي الاقليمي «إقامة الجنوب العربي» والذي كان قدمه للمجلس التشريعي .. إلا أنه سقط تحت المظاهرات الصاخبة للشعب اليمني في الجنوب الذي خرج رافضاً المشروع الاستعماري الانفصالي ويؤكد أن المحافظات الجنوبية جزء لا يتجزأ من اليمن. واستمرت الحركة الوطنية تقاوم المشاريع التشطيرية .. وجعلت في طليعة اهدافها إعادة وحدة اليمن بعد التخلص من الاستبداد والاستعمار وكحق طبيعي لليمانيين وهدف استراتيجي قومي إلى أن نجحت الثورة اليمنية في التحرر من الاستبداد والاستعمار ليستمر نضالها من أجل الوحدة اليمنية كهدف من أهداف الثورة الخالدة حيث يقول الهدف الخامس: «العمل من أجل إعادة تحقيق الوحدة اليمنية على طريق الوحدة العربية الشاملة» وقد ظل هدف إعادة الوحدة من أهم الأهداف للثورة الواحدة .. لأن طبيعة اليمانيين الواحدة ، وحدت الثورة .. كخيار لا ثاني له على طريق توحيد اليمن الذي ظل حلماً حتى جاء من يحول الأحلام إلى حقيقة .. وهو الرئيس «صالح» حين أعلن قيام الجمهورية اليمنية في ال22 من مايو 0991م.