حين نكتب عن الوضع الصحي فإننا نكتب عن مأساة حقيقية بكافة المقاييس،مأساة تتفاقم وتزداد اتساعاً كل يوم بل كل لحظة مع كل مواطن مريض يسقط تحت وطأة هذه المأساة دون أن نجد من يلتفت لهذه المأساة ويحاول التخفيف من وطأتها وماتخلفه من نكبات مؤلمة في أوساط المجتمع الذي وجد أفراده ضحايا لفساد متغلغل،حيث ينسج حباله داخل أجهزة هذا القطاع الهام المعوَّل عليه التخفيف من آلام المرضى ورفع معاناتهم وتطييب جراحهم. أجل إن الكتابة أو الحديث عن الوضع الصحي ومايعانيه المرضى البسطاء جراء ذلك الوضع المتردي هو بكاء موجع نعاقب به أنفسنا ليس إلا .. لأن مسئولي القطاع الصحي من أصغر مسئول إلى أكبر مسئول وفقاً للمقولة الشهيرة «قولوا ماشئتم ونحن نفعل مانريد» وهم يعتقدون أنه كلما زاد عدد منتقديهم وفاحت روائح فسادهم ارتفعت حظوظ بقائهم من مناصبهم فترة أطول هذا من جانب ومن جانب آخر إن كل مايقال من حقائق حول فساد هذا القطاع يتم التغاضي عنها وإهمالها حتى لو تم كتابتها باللافتات وعلقت في كافة الشوارع والأسواق فهذا دليل شعبية المسئولين ويجعلهم مؤهلين أكثر من غيرهم للحصول على ترقيات ومكافآت..! ٭ فهل سمعتم إنه تم تغيير مدير مكتب الصحة في أية مديرية ثبت فساده الذي تعدى نهب المال إلى ابتزاز الموظفين وفرض اتاوات شهرية عليهم؟؟؟ وهل سمعتم إنه تم إيقاف طبيب أهمل في أداء واجبه وتسبب بوفاة أحد المرضى أو إصابته بعاهة مستديمة؟؟ ٭وهل سمعتم أيضاً إنه تم إغلاق إحدى المستشفيات أو المراكز لعدم تقيدها بالشروط المحددة كما ينص القانون؟؟؟ ٭وهل سمعتم عن حملات تفتيش مفاجئة تقوم بها وزارة الصحة ومكاتبها للتأكد من مؤهلات الكادر الموجود داخل المستشفيات والمراكز الخاصة خصوصاً بعد وصول عدد من القضايا إلى المحاكم؟؟؟ ٭وهل سمعتم إنه تم إغلاق صيدلية ثبت أنها تقوم ببيع أدوية مهربة ومقلدة وأدوية حكومية والتحقيق مع صاحبها لمعرفة من أين حصل على تلك الأدوية الحكومية التي توزع مجاناً على مرضى السكر والسرطان بالذات؟؟؟ أكيد الاجابة لا .. لأن دور الوزارة ومكاتبها هو إصدار التصاريح لمزيد من المستشفيات والمراكز الصحية الخاصة والصيدليات ولايهم أكان صاحب المستشفى طبيباً أو صيدلياً أو ممرضاً أو حتى تاجراً المهم العائد من هذه التصاريح أما بقية الأمور فلا علاقة لمكاتب الصحة بها.. وخلاصة القول إن الوضع الصحي في تعز بالذات يعيش سنوات عجافاً لاتنتهي.. ورغم كل ذلك وماتعيشه المرافق الصحية الحكومية من وضع مأساوي من تدنٍ لمستوى الخدمات وافتقارها لقطعة شاش أو حبة دواء لاتزال تكتظ بعشرات المرضى كل يوم رجال ونساء وأطفال من داخل المحافظة ومن خارجها املين الحصول على دواء يخفف آلامهم وطبيب إنسان ينظر إلى أجسادهم ومافيها من أمراض ولاينظر من التوافد إلى جيوبهم لم تمنعهم السنوات العجاف التي يعيشها الوضع الصحي من التوافد إلى تلك المرافق رغم أن هذه السنوات العجاف يأكلن كل مريض مثلما يأكل مسئولو الصحة اعتمادات ومخصصات مرافقهم حتى المباني وماتحويه من أثاث وأجهزة أكلتها هذه السنوات العجاف.. وأخيراً هل سمعتم إن المجلس المحلي في أية مديرية أو في المحافظة سحب الثقة من مدير عام أو حتى من موظف عادي نتيجة ارتكابه مخالفات وممارسة للفساد المالي والإداري..؟؟طبعاً لا لأن تعز خالية من المسئولين الفاسدين ولم تسجل فيه حالة فساد واحدة ياسبحان الله!