من تحصيل الحاصل الإشارة إلى واحدية الثورة اليمنية «سبتمبر وأكتوبر» بالنظر إلى جملة من المعطيات التي ترتبط بحقيقة أن الشعب اليمني نُكب بالإمامة والاستعمار وهما أداتان لإذلال الشعب. وقد انخرطت كل القوى الوطنية منذ المراحل الأولى للنضال المشترك ضد الإمامة والاستعمار حتى يتحقق للشعب خلاصه منهما، سواء استبق ذلك الخلاص من النظام الإمامي البغيض أو الحصول على الاستقلال وجلاء الاستعمار البريطاني، وعندما جاء وميض هذه الثورة وبشاراتها الأولى فجر 62 سبتمبر 2691م من القرن المنصرم وتحقق له تفجير ثورته « وقد كان ضمن وقودها يمنيون من مختلف المناطق». لم تكتف شرارة الثورة السبتمبرية بانحصار تأثيراتها على جزء من اليمن بل كان امتدادها يشمل المناطق الجنوبية منذ إنطلاقة الشرارة الأولى لثورة 41 أكتوبر 3691م من جبال ردفان الشماء. هذا التلاحم إن دل على شيء فإنما يدل على واحدية الثورة اليمنية التي تواصلت عطاءاتها وامتداداتها حتى الحصول على الاستقلال وجلاء المستعمر البريطاني عام 7691م بعد أن أبلى اليمنيون نضالاً مستميتاً ومن كل القوى وأبناء الشعب ومن مختلف مناطقه وانتماءاته. إننا نتذكر هذه القيم وهذه العطاءات المشتركة لنذكّر بعض الأصوات المأزومة بأن واحدية الثورة هي التي حققت أهم هدف للشعب ولقوافل الشهداء ألا وهو الوحدة اليمنية التي ستظل رايتها شامخة وخفاقة مهما تعالت أصوات النشاز.